مغامرات «عمر وجدو» الرمضانية 11

الجارة الجديدة

انتقلت إلى العمارة التي تسكن بها عائلة عمر، امرأة ذات ملامح طيبة تجاوز عمرها الخامسة والسبعين، لكنها بصحة جيدة تستطيع السير بخطوات تعينها على قضاء حوائجها.

كان عمر يلعب في ساحة العمارة مع أبناء جيرانه، وبمجرد أن رأى الجارة الجديدة الجدة ميسون، حتى أسرع إليها.

مرحبا يا جدة، أنت الجارة الجديدة.. أهلا وسهلا بك، ابتسمت الجدة ميسون وهي شديدة الإعجاب بأدب وأخلاق طفل بعمره.

سلمت عليه وسألته عن اسمه:
- عمر وسميت بهذا الاسم الجميل تيمنا باسم ثاني الخلفاء الراشدين، عمر بن الخطاب، رضي الله عنه.

نادى عمر أصدقاءه حتى يساعدوا الجدة في حمل بعض الأشياء، الأمر الذي زاد من إعجاب الجدة به.

كان عمر يتحدث بكثير من الأدب وهو يصعد الدرج مع الجدة ويطمئنها بأن الجيران طيبون، وسوف تحبهم.

وما إن وصلوا جميعا إلى باب شقة الجدة حتى وضعوا الأغراض، وكان من بين المظاريف ظرف فيه حلوى.. قدمت الجدة الحلوى للأطفال، وأخبرتهم بأن يحتفظوا بها إلى بعد أذان المغرب، أي بعد الإفطار.

ودع عمر وأصدقاءه الجدة، وأخبرها بأنه يسكن مع عائلته بالشقة التي تقابل شقتها فإن احتاجت لأي مساعدة فلا تتردد في طلبها منه ومن عائلته.

شكرت الجدة عمر، وهي تردد: ما شاء الله، لا قوة إلا بالله، تبارك الرحمن، الله يحفظك يا عمر، كم أنت طفل رائع وجميل!

ذهب عمر إلى البيت وأخبر والدته بأن الجدة ميسون جارتهم الجديدة قد وصلت اليوم.

صمت عمر، الأمر الذي جلب سؤال فاطمة عن سبب صمته الذي أشعرها بأن هنالك شيء يشغله.

ماذا بك يا عمر، لماذا توقفت عن الكلام؟

عمر بشيء من الحيرة: جاءت الجدة وحدها، وهي بالتأكيد ستحتاج للمساعدة.

تركت فاطمة تجفيف الأطباق من يدها، وجلست على الكرسي الذي بالمطبخ، وتحدثت إلى عمر بكثير من الحب: حبيبي يا عمر، كم أنا فخورة بك!

وأنت محق بكلامك، لذلك أفكر في أن أدعو الجدة بأن تتناول معنا طعام الإفطار، لأن المغرب جد قريب، وهي مازالت بحاجة لتنظيم أغراضها.

سعدت الجدة بقدوم فاطمة وعمر ودعوتها إلى طعام الإفطار، خاصة أنها لم تكن قد أعدت شيئا بعد.

بعد تناول الجدة الإفطار مع عائلة عمر، طمأنت فاطمة الجدة وأخبرتها بأنها ستأتي إليها يوميا لمساعدتها في ترتيب الشقة.

وأسامة كان سعيدا بالجدة، وأخبرها بأنه قبل ذهابه إلى عمله سوف يسألها إن كانت بحاجة لأي شيء من السوق يحضره لها عند عودته.

وأما جدو، فأكد عليها بألا تتردد في طلب المساعدة إن احتاجت لأي شيء.

واقترب عمر من الجدة، وأمسك بيدها بكثير من الحب: إذا أردتِ أي شيء من البقالة فأخبريني وسوف أشتري لك، وكذلك أعرف طريقة عمل القهوة والشاي، ويسرني مساعدتك في إعدادها.

ضحك الجميع، وهم ينظرون إلى عمر: لكن قهوة الجدة أطيب.

ضحك عمر: بالتأكيد لكن أخبرتها بذلك حتى تشعر أنها بين عائلتها.

غادرت الجدة منزل عائلة عمر، وهي تشكر الله تعالى، أن رزقها جيرانا طيبين.

وما هي إلا ساعات قصيرة حتى رن جرس منزل الجدة.. في بداية الأمر استغربت من الطارق؟!

لكنها سرعان ما ابتسمت حينما رأت عمر.

عمر: هذا طعام السحور يا جدة، أعددته والدتي لك.

فرحت الجدة باهتمام جارتها فاطمة بها فقد شعرت أن الله، تعالى، عوضها بجيران طيبين.

هل قدمت في يوم من الأيام مساعدة لجيرانك؟
 إن لم تفعل من قبل فافعل اليوم، فقد أوصى الرسول، صلى الله عليه وسلم، بالجار.. وكل عام وأنتم بخير.

 

 

 


كلمات دلاليه

الرئيسية

مرئيات

العدد

ملفات خاصة

مدونة