كلما زاد استخدام الأطفال الصغار للأجهزة التي تعمل باللمس؛ زاد احتمال تعرضهم لمشكلات في النوم، وفقاً لدراسة جديدة.
فثلاثة أرباع الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين ستة أشهر وثلاث سنوات في المملكة المتحدة يستخدمون أجهزة مثل “الآي باد” أو الهاتف الذكي كل يوم، وفقاً لباحثين في بيركبيك، جامعة لندن وكلية كينجز لندن.
وقال تيم سميث، وهو محاضر علم النفس الذي أجرى الدراسة: إن الضوء المنبعث من الشاشات الإلكترونية أظهر انخفاض مستويات الميلاتونين الهرموني المنوم لدى البالغين، وقد تكون هذه هي الحال أيضاً بالنسبة للأطفال الصغار.
وكشفت الدراسة أيضاً عن آثار إيجابية لاستخدام الشاشة التي تعمل باللمس بين الأطفال الصغار، بما في ذلك تحسين المهارات الحركية التي تكتسب وتتراكم بشكل أسرع.
وكان د. سميث وزملاؤه قد أرسلوا استطلاعاً عبر الإنترنت إلى 715 من الآباء حول استخدام شاشة اللمس اليومية لأطفالهم وعادات النوم لديهم.
ووجدوا أنه لكل ساعة إضافية تنفق في اللعب على شاشة باللمس، فقَدَ الأطفال ما يقرب من 16 دقيقة من النوم.
يقول د. سميث: موجات الضوء التي يحصل عليها الأطفال ليست مماثلة لتلك الموجات الطبيعية التي يحصلون عليها من الشفق أو أثناء الليل، لذلك يمكن أن تقلل الميلاتونين الضروري للنوم، ويمكن أن يكون انخفاض مدة النوم ناتجاً عن المستوى العام من الإلهاء والتحفيز الذي يحصل عليه الأطفال جراء استخدام تلك الأجهزة، ولكن يمكن أن يكون لها علاقة بالأسر، وقد لا تكون شاشات اللمس تلك هي التي تسبب هذه المشكلة على الإطلاق، ولكن زيادة استخدامها يمكن أن يكون عرضاً أو أعراضاً لشيء آخر لدى الطفل، مثل فرط النشاط.
ويستخدم حوالي نصف الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 أشهر و11 شهراً شاشة تعمل باللمس يومياً، حيث ارتفع المعدل إلى 92% بين الذين وصلوا لسن سنتين.
وقد أثار بعض الأكاديميين شكوكاً حول صحة نتائج الدراسة، فخبير الإحصاء كيفن ماكونواي يقول: إن أولئك الذين يختارون للرد على الاستطلاعات على الإنترنت هي بالكاد نماذج من الأسر في المملكة المتحدة.
فـ45% من الأمهات المشاركات في الاستبيان حاصلات على مؤهل في الدراسات العليا، و86% منهن حاصلات على مؤهلات جامعية، بينما لم يكن هناك سوى ثلث النساء في سن الإنجاب في إنجلترا وويلز حاصلات على مؤهلات جامعية في تعداد عام 2011م.
The Independent