وجدت دراسة جديدة أجراها المعهد الأمريكي لأبحاث السرطان والصندوق العالمي لبحوث السرطان أن الاستهلاك اليومي للحبوب الكاملة مثل القمح الكامل أو الأرز البني يقلل من خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم؛ ويقل الخطر كلما زادت كمية الحبوب الكاملة المستهلكة.
وهذه الدراسة هي الأولى من نوعها التي ترتبط الحبوب الكاملة بشكل مستقل بخفض مخاطر السرطان.
كما وجد التقرير الذي نشر تحت عنوان “النظام الغذائي والتغذية والنشاط البدني وسرطان القولون والمستقيم” أن الاستهلاك المنتظم للحوم المصنعة مثل الهوت دوج ولحم الخنزير المقدد يزيد من خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم ويظهر مؤشرات قوية على أن النشاط البدني يحمي من سرطان القولون.
وأوضح إدوارد إل. جيوفانوتشي، المؤلف الرئيس للتقرير وأستاذ التغذية وعلم الأوبئة في كلية هارفارد ثان للصحة العامة: أن “سرطان القولون والمستقيم هو واحد من أكثر أنواع السرطان شيوعاً، ولكن هذا التقرير يدل على أن هناك الكثير الذي يمكن للناس القيام به للحد بشكل كبير من خطرهم”.
وقد حلل هذا التقرير الجديد 99 ورقة بحثية من مختلف أنحاء العالم حول كيفية اتباع النظام الغذائي والنشاط البدني والوزن، مما يؤثر على خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم. وقد تم تشخيص أكثر من ربع الـ29 مليون شخص المشاركين في الدراسات بسرطان القولون والمستقيم.
كما وجد أن سرطان القولون والمستقيم يزداد باستهلاك كميات زائدة من اللحوم الحمراء مثل لحم الخنزير (أكثر من 500 جرام من اللحم المطبوخ في الأسبوع)؛ والبدانة أو زيادة الوزن، وشرب اثنين أو أكثر من المشروبات الكحولية يومياً (30 جراماً من الكحول).
وخلص الباحثون إلى أن الاستهلاك اليومي لما يقرب من (90 جراماً) من الحبوب الكاملة يمكن أن تقلل من خطر سرطان القولون والمستقيم بنسبة 17٪، وهذا يكمل النتائج السابقة التي تشير إلى أن الأطعمة الغنية بالألياف تقلل من خطر هذا السرطان.
وعند النظر في النشاط البدني، فإن الأشخاص الأكثر نشاطاً بدنياً ينخفض لديهم خطر سرطان القولون أكثر من الأشخاص الأقل نشاطاً بدنياً.
وتشخص ما يقرب من 371 حالة سرطان قولون في اليوم الواحد من بين الرجال والنساء في الولايات المتحدة، ثالث أكثر الدول التي ينتشر فيها سرطان القولون والمستقيم.
ووفقاً لتقديرات المعهد، فإن 47% من حالات سرطان القولون والمستقيم في أمريكا يمكن الوقاية منها بتغيير نمط الحياة الصحي كل عام.
وأشار جيوفانوتشي إلى أن تجنب التدخين أو وقفه من شأنه أيضاً أن يقلل من المخاطر.
وهناك عدد قليل من الروابط الأخرى بين سرطان القولون والمستقيم والنظام الغذائي التي كانت مرئية ولكن غير واضحة، تم تحديدها من قبل الباحثين.
وأظهرت المخاطر زيادة هامشية لسرطان القولون والمستقيم مع انخفاض استهلاك الفواكه والخضراوات غير النشوية، باستهلاك أقل من 100 جرام كل يوم.
كما أن زيادة تناول الأسماك وكذلك الأطعمة التي تحتوي على فيتامين C مثل البرتقال والفراولة والسبانخ، ترتبط أيضاً بانخفاض خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم.
ووفقاً لما ذكره أليس بيندر مدير برامج التغذية في المعهد، فإن الدراسات التي تستمر في الظهور تشير إلى الآثار الإيجابية لنظام غذائي قائم على النباتات.
وتقترح استبدال بعض الحبوب المكررة بالحبوب الكاملة وزيادة تناول الأطعمة النباتية مثل الفواكه والخضار والفاصوليا من أجل الحصول على نظام غذائي يتضمن مركبات واقية من السرطان. وهذا قد يساعد أيضاً في إدارة الوزن، وهو عامل آخر لخفض المخاطر.