قبل البداية، عندما أوردت في مقال سابق عصامية التاجر خالد عبداللطيف الحمد في بداية نشاطه التجاري وتكوين نفسه، وردني تفاعل كريم من الأديب الأريب حمد عبدالمحسن الحمد، الرئيس الأسبق لرابطة الأدباء، موضحاً أن هذه العصامية والنجاح فيها هما امتداد طبيعي وإعادة لنجاح وتاريخ أجداده من العائلة التي كانت تجارتها تبدأ من الزلفي بنجد وبين الكويت ونجد والعراق عموماً والزبير خصوصاً، وهو رئيس القوافل التجارية من نجد للكويت والعراق في زمنه.
وقد أورد الباحث الأستاذ محمد السيف في عدة إصدارات بحثية تاريخية قيمة تفاصيل ذلك التميز التي لا يتسع المقام لها في هذا السياق، حتى إن اسم المحلة التي أسسها جدهم علي الحمد في الزلفي والتي تسمى “العجدة” تظهر في وثائق الأرض القديمة باسم “عجدة علي الحمد”، وهو تراث حافل إذا ما تم ضمه إلى الإنجازات الحالية لعائلة الحمد لكان ذلك إصداراً جديراً بأن يكون إضافة إلى المكتبة الكويتية والعربية.
كما ذكر الباحث الأستاذ محمد السيف في نشرة طويق التي تصدر في الزلفي تاريخ الجد “علي آل حمد”، وهو الجد الثاني للعم خالد العبداللطيف الحمد ما نصه: “ويعد علي آل حمد آخر أبرز رجالات المنطقة في القرن الثالث عشر الهجري، وقد كان رجلاً كريماً سخياً يعطي بلا حدود فأحبه الناس؛ مما دفعهم إلى التوافد عليه وقد كان له تاريخ وسمعة طيبة”.
وفي بحث آخر للسيف يذكر عدداً من عائلات الزلفي ممن اشتهروا في التجارة ونقل الحجاج، فيذكر في أول القائمة أسرة الحمد، ومنهم التاجر علي بن حمد بن رشيد، وكذلك ابنه رشيد بن على الحمد، وعلي الحمد هو الجد الثاني للعم خالد الحمد ورشيد العلي الحمد.
إنَّ للنَّصيحة أهميةً عظيمة في ديننا الإسلامي العظيم، فهي عمادُ الدِّين وقوامه، وبِها يَصلح العباد، وتصفو الأنفس، ويعم الخير، ويصلح المجتمع، وقد جاء في الحديث الشريف أن النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم قال: “الدِّين النصيحة”، قلنا: لِمَن يا رسول الله؟ قال: “لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمَّة المسلمين، وعامَّتِهم” (رواه مسلم، برقم 205).
وتجدر الإشارة هنا إلى بيان أن النصيحة ضرورية على وجه العموم، وتزداد ضروريتها وأهميتها إذا طلَبَها منك أخوك المسلم؛ لِحديث أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم قال: “حَقُّ المسلم على المسلم ستٌّ، قيل: ما هُنَّ يا رسول الله؟ قال: إذا لقيتَه فسلِّم عليه، وإذا دعاك فأجِبْه، وإذا استنصحك فانصَح له، وإذا عطس فحَمِد الله فشمِّتْه، وإذا مرض فعُدْه، وإذا مات فاتَّبِعه” (رواه مسلم، برقم 272)، قوله: “وإذا استنصَحَك”؛ أي: طلب منك النَّصيحةَ، “فانصَحْه”، وهذا دليلٌ على وجوب نصيحة مَن يستنصِحُه، وعدم الغشِّ له.
والأحاديث في هذا الباب كثيرةٌ متعددة، وكلها تحث على ضرورة تقديم النصيحة، وعدم السكوت عنها، بل الحرص عليها، ولاسيما للأهل والأقرباء والأصدقاء والجيران.
يتبع في المقال القادم بإذن الله.
WWW.ajkharafi.com