– الصورة الذهنية عن التعليم الديني تغيرت وباتت المناهج الدينية جزءاً من مساقات الطلبة بالمدارس
– القرن الـ19 كان عصر الإلحاد والـ20 قرن النهضة العلمية والـ21 قرن العودة إلى الروح
– حصلنا على 50 منحة جامعية من الأزهر الشريف ونشجع التعليم الديني بالمنح الدراسية للطلبة
أكد الشيخ عماد حمتو، عميد المعاهد الأزهرية في غزة، أن التعليم الديني له الدور الأساس في توجيه البوصلة نحو القدس التي هي في قلب كل مسلم بالعالم، داعياً إلى أن تتجه إلى العمل على عودة الوحدة واللحمة الوطنية وإنهاء الانقسام الفلسطيني.
وأضاف في حواره مع “المجتمع” أن القرن الحادي والعشرين هو قرن العودة إلى الروح، وأكثر المؤهلين في شعوب العالم لهذه العودة هم حملة كتاب الله وسنته وتعاليم الدين الحنيف.
بداية لو تحدثنا عن واقع التعليم الديني في غزة، وما التطورات التي شهدها؟
– التعليم الديني في قطاع غزة بخير، وهناك إقبال كبير عليه، فعلى سبيل المثال؛ في العام الدراسي الحالي التحق بالمعاهد الأزهرية بغزة نحو 1200 طالب وطالبة، وتم افتتاح العديد من الفروع للمعاهد الأزهرية في كافة المناطق بقطاع غزة بهدف إتاحة المجال لجميع الفئات للالتحاق بهذه المعاهد، وكذلك هناك مدارس دينية تابعة لجمعية الصحابة، ومعاهد ومدارس شرعية تابعة لوزارة الأوقاف الفلسطينية، والكل يسهم في خدمة التعليم الديني، والمناهج الموجودة في المعاهد الأزهرية هي ذات المناهج التي تدرس في الأزهر الشريف بمصر.
ما دور التعليم الديني بغزة في تربية الأجيال الفلسطينية والحفاظ على إرثه الديني والوطني؟
– التعليم الديني له الدور الأساس في توجيه البوصلة نحو القدس التي هي في قلب كل مسلم بالعالم، ولكن لا يمكن فصل التعليم الديني عن التربية للأجيال الفلسطينية على السلوك الصحيح، ففي ظل الحصار والفقر المنتشر في غزة، كان للتعليم الديني دور مهم في حماية المجتمع الفلسطيني من الذين يحاولون نشر الفوضى في هذا المجتمع المترابط صاحب القضية الوطنية.
كما أن بوصلة التعليم الديني في غزة يجب أن تتجه إلى العمل على عودة الوحدة واللحمة الوطنية وإنهاء الانقسام الفلسطيني، فالتعليم الديني أمان وأمن لمن يلتحق به، ونحن على عاتقنا الحفاظ على تعاليم الدين الحنيف.
باعتقادك، هل تغيرت النظرة المجتمعية للتعليم الديني بقطاع غزة، وبات من يتفوق في دراسته يلتحق به؟
– هذا صحيح، فالصورة النمطية عن المعاهد الدينية في السابق كانت أن من يلتحق بها هم أصحاب الاحتياجات الخاصة والأطفال والضعفاء في مجال التحصيل الدراسي، وهذه كانت صورة سوداوية، لكنها تغيرت الآن، ونحن والحمد الله حصلنا هذا العام على أفضل تعليم لهذا العام، وهو ما جعل شيخ الأزهر يكرمنا على هذا الإنجاز، وقدم لنا خمسين منحة دراسية للخريجين في الثانوية العامة بالمعاهد الأزهرية للدراسة في مصر، في تخصصات الطب والصيدلة وغيرها من العلوم، فنحن لدينا إقبال كبير من الناس هنا في غزة على التعليم الديني.
ما الدور الذي تقوم به المؤسسات الدينية في خدمة وتثقيف المجتمع الفلسطيني؟
– نحن في المؤسسات والمعاهد والكليات الدينية المنتشرة في قطاع غزة نخرج دعاة وقضاة، وخطباء مساجد، ورجال إفتاء شرعي، على عاتقنا مهمة عظيمة، لأن هؤلاء لهم دور مهم في تنوير المجتمع دينياً والتذكير بحدود الله، والحفاظ على القضية الفلسطينية، ومنع انزلاق المجتمع للأفكار الهدامة التي تضر بالشباب؛ لذلك فالتعليم الديني هو عصب الحياة في غزة.
حدثنا عن دور التعليم الديني في حماية الشباب الفلسطيني وتعليمهم.
– التعليم الديني ساهم في تثقيف الشباب وتنويرهم، فالقرن التاسع عشر كان عصر الإلحاد، والقرن العشرون هو قرن النهضة العلمية، أما القرن الحادي والعشرون فهو قرن العودة إلى الروح، وأكثر المؤهلين في شعوب العالم لهذه العودة هم حملة كتاب الله وسنته وتعاليم الدين الحنيف، فعلينا الاستعداد لهذه العودة، وأن نكون مؤهلين لها بشكل جاد على صعيد تربيتنا الدينية في المجتمع، وتقديم صورة سليمة ناصعة عن الإسلام أمام العالم بدل الصورة التي حاولت تشويه صورة هذا الدين العظيم.