يُعد متحف الفن الإسلامي أكبر متحف للفنون الإسلامية في العالم، حيث يضم مجموعات متنوعة من الفنون الإسلامية من الهند والصين وإيران، مروراً بفنون الجزيرة العربية والشام ومصر وشمال أفريقيا والأندلس.
تحتضن العاصمة المصرية القاهرة متحف الفن الإسلامي في ميدان «باب الخلق» أحد أشهر ميادين القاهرة الإسلامية، على مقربة من أهم نماذج العمارة الإسلامية في عصورها المختلفة الدالة على ما وصلت إليه الحضارة الإسلامية من ازدهار؛ كجامع ابن طولون، ومسجد محمد علي، وقلعة صلاح الدين الأيوبي.
وبحسب إدارة المتحف، فإن رسالته تهدف إلى الوصول إلى أكبر عدد من الزوار سواء من المصريين أو الأجانب، هذا إلى جانب حفظ التحف الإسلامية، مع الاهتمام بالتعليم والبحث والتعاون العلمي، وتشجيع الفهم الجيد لإسهامات الحضارة الإسلامية وما قدمته للتراث العالمي بكل من الفنون والعلوم في إطار من الحوار والتقارب بين الحضارات.
ولدت فكرة إنشاء المتحف في عصر أسرة محمد علي باشا في مصر، وسبقه «المتحف المصري» الذي افتتح عام 1901م، ثم تلاه مبنى متحف الفن الإسلامي بعهد الخديو عباس حلمي الثاني في 28 ديسمبر 1903م الذي دشن تحت اسم «المتحف العربي» ثم تغير اسمه عام 1951م إلى «متحف الفن الإسلامي».
وجمعت النواة الأولى المكونة للمتحف الإسلامي عام 1880م في عهد الخديو توفيق، وهي عبارة عن مجموعات صغيرة من الآثار الإسلامية، في الإيوان الشرقي من جامع الحاكم بأمر الله، وفي عام 1881م صدر أمر بإنشاء مكان خاص بصحن جامع الحاكم لحفظ هذه الآثار، وقد كانت مقتنيات اللجنة عبارة عن هدايا ومجموعات أثرية في حوزة بعض الباشوات والأمراء من هواة ومحبي الفنون الإسلامية.
وأمدّت السلطات المصرية المتحف، بعد ذلك، بعدد كبير من محتوياته عن طريق الهبات التي تبرع بها أبناء أسرة محمد علي، مثل: الملك فؤاد، والأمير محمد علي، والأمير يوسف كمال، والأمير كمال الدين حسين، وعلي إبراهيم باشاً، حتى بلغ عدد القطع والتحف الفنية التي يضمها المتحف أكثر من 103 آلاف قطعة، يعرض منها 2500 قطعة فقط.
ومن أبرز مقتنيات المتحف الثمينة، مخطوط للقرآن الكريم مكتوب على رق غزال من العصر الأموي بالقرن الثاني الهجري، وما يعرف بإبريق مروان بن محمد، آخر الخلفاء الأمويين، ويمثل هذا الإبريق آخر ما وصل إليه فن صناعة الزخارف المعدنية في بداية العصر الإسلامي، وهو مصنوع من البرونز ويبلغ ارتفاعه 41 سم وقطره 28 سم.
كما يضم مجموعة نادرة من أدوات الفلك والهندسة والكيمياء والأدوات الجراحية والحجامة التي كانت تستخدم في العصور الإسلامية المزدهرة، بالإضافة إلى أساليب قياس المسافات كالذراع والقصبة، وأدوات قياس الزمن مثل الساعات الرملية، ومجموعة نادرة من المشكاوات المصنوعة من الزجاج المموه بالمينا، ومجموعة الخزف المصري والفخار من حفائر الفسطاط، والخزف ذي البريق المعدني الفاطمي، وكذلك مفتاح الكعبة المشرفة من النحاس المطلي بالذهب والفضة باسم السلطان الأشرف شعبان، ودينار من الذهب مؤرخ بعام 77هـ، يعتبر أقدم دينار إسلامي تم العثور عليه إلى الآن.
كما يضم مجموعات قيّمة من السجاجيد التركية والإيرانية من الصوف والحرير ترجع إلى الدولة السلجوقية والمغولية والصفوية والهندية المغولية في فترة القرون الوسطى الميلادية؛ وهي من صنع أصفهان وتبريز بإيران وأخرى من صناعة آسيا الصغرى.
ويقسم المتحف الإسلامي تبعاً للعصور والعناصر الفنية والطرز، من الأموي والعباسي والأيوبي والمملوكي والعثماني، إلى 10 أقسام، هي: المعادن والعملات والأخشاب والنسيج والسجاد والزجاج والزخارف والحلي والسلاح والأحجار والرخام.
وترجع أهمية هذا المتحف إلى كونه أكبر معهد تعليمي في العالم معني بمجال الآثار الإسلامية وما يعرف بالفن الإسلامي ككل.
وفي قسمه التعليمي، تتكرر أنشطة وفعاليات وورش تستغل المواسم والإجازات في مصر لاستقبال الأسر وأطفالها والسياح، ومنها مؤخراً فعاليات للأركت وإعادة المخلفات بعنوان «اصنع هدية أسعِد بها غيرك»، وورش للتعليم، ومنها ما جرى في 2 فبراير 2019م للزجاج والأركت، وفي قسمه التدريبي هناك دورات، منها دورة «عالمية الفنون الإسلامية» التي أقيمت في الفترة الأخيرة بمشاركة أكاديميين متخصصين وعلماء آثار وفنانين معنيين بالفن التراثي الإسلامي.