تقع دولة تشاد في وسط قارة أفريقيا، تحدها ليبيا شمالاً، والسودان شرقاً، وأفريقيا الوسطى والكاميرون ونيجيريا جنوباً، والنيجر غرباً، وهي دولة حبيسة ليس لها حدود ساحلية، ويمر بها نهران موسميان؛ لوغون، وشاري، يلتقيان في العاصمة إنجامينا، ويصبان في بحيرة تشاد.
تتألف أرض تشاد من مناطق صحراوية واسعة تحيط بها المرتفعات، وتعيش بها جماعات عرقية متنوعة، ومساحتها 1.284 مليون كم2، وتعداد السكان 16.5 مليون نسمة عام 2021م، ومعظم السكان مسلمون، فيقدر عددهم بنحو 12 مليوناً تقريباً، بنسبة أكثر من 72%، والمسيحية الديانة الثانية في البلاد، ثم معتقدات أخرى.
وتشاد دولة علمانية، واللغة الرسمية العربية والفرنسية، وتعتبر لغة «سارا» أكثر اللغات انتشاراً في الجنوب، بجانب اللغات المحلية، وأغلب سكان شمال ووسط تشاد من العرب المسلمين ذوي البشرة السمراء، ويتحدثون العربية ويعملون في الزراعة وتجارة الماشية والرعي في الصحراء.
دخول الإسلام
دخل الإسلام تشاد عام 46هـ مع وصول القائد المسلم عقبة بن نافع إلى جبال كوار، وقامت في تشاد مملكة كانم الإسلامية، وكانت العربية هي لغة العلم والثقافة والحديث اليومي بها، واستمرت اللغة العربية لغة تشاد حتى بداية القرن العشرين عندما احتلت فرنسا تشاد؛ فعملت على فرض اللغة الفرنسية في التعليم والإدارة وإقصاء العربية، ولما استقلت تشاد عن فرنسا، في 11 أغسطس 1960م، عملت فرنسا على ربطها بها عن طريق ضمها إلى منظمة الدول الناطقة بالفرنسية الفرانكفونية حتى تصبح تابعة سياسياً للنفوذ الفرنسي في أفريقيا.
وتعيش تشاد حالة استبداد سياسي وتقييد للحريات، وانتشار المليشيات المسلحة، والانقلابات العسكرية المتكررة، وهي من أقل البلاد نمواً، والأكثر فقراً وفساداً في العالم، وتحتل المرتبة الأدنى في مؤشر التنمية البشرية.
وقد بذل المسلمون جهوداً متواصلة حتى تم الاعتراف باللغة العربية لغة رسمية للبلاد مع الفرنسية، وتنتشر الأمية بين معظم السكان؛ فمعظمهم ريفيون يعملون مزارعين وبدواً رحلاً، ويعيشون في أكواخ مبنية بالطين، بالرغم من اكتشاف البترول في البلاد، ويشكلون نسبة 77%، بينما يشكل سكان المدن نسبة %23 من السكان، ويعيشون في 5 مدن مهمة، هي: سرح، وإنجامينا، وموندو، وبونغور، وأبيشيه.
وقد ساعد انتشار التعليم والمدن الصناعية في جنوب تشاد على أن يكون لسكان هذا الإقليم السيادة في المؤسسات الخدمية؛ فنحو 80% من مدارس تشاد الابتدائية والثانوية في مناطق الجنوب؛ ولذا فأغلب رجال الأعمال والمدرسين والحرفيين وموظفي الحكومة من تلك المنطقة؛ ما أدى إلى فجوة في التعليم والنمو الاقتصادي بين سكان تشاد في الشمال والجنوب.
الهيئات الإسلامية
يقوم المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في تشاد بالعمل على متابعة التعليم الإسلامي في البلاد، والعمل على إنشاء مراكز تحفيظ القرآن والتعليم الإسلامي، وله اتصال وثيق بالمنظمات الإسلامية، مثل رابطة العالم الإسلامي، وهيئة الإغاثة الإسلامية.
ويهتم مسلمو تشاد بحفظ القرآن الكريم اهتماماً كبيراً، حتى أصبح من السمات المميزة لهم، رغم قلة المدارس القرآنية والفقر الشديد، ويحصد أبناء تشاد جوائز دولية في حفظ القرآن الكريم، وتقدم بعض الدول العربية الدعم المادي والعلمي للمسلمين في تشاد، مثل: بيت الزكاة الكويتي، والدعم السعودي ممثلاً في جامعة الملك فيصل في تشاد التي تخرج فيها آلاف الطلاب، وكان لهم دور ثقافي كبير في البلاد، كما أرسل الأزهر في مصر البعثات والمدرسين إليها.
ازداد الاهتمام باللغة العربية والبرامج الإسلامية والثقافية في وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمشاهدة في تشاد، ومن الصحف التي تصدر بالعربية: «الأضواء»، «الأيام»، «إنجامينا الجديدة»، «الاستقلال»، «الرأي»، «تشاد اليوم»، «النهضة»، «الخبر»، ويبث «التلفزيون التشادي» برامجه بالعربية والفرنسية.
والمسلمون في تشاد في حاجة شديدة إلى الدعم من الدول العربية والإسلامية في سبيل إقامة المدارس والجامعات المتخصصة في اللغة العربية والدراسات الإسلامية والإعلام والصحافة وتكنولوجيا الاتصال ونظم المعلومات، إضافة إلى التخصصات العلمية حتى يواكبوا التطور العلمي.
____________________________________
1 – عباس محمود طاهر: مكانة ودور اللغة العربية في وسائل الإعلام التشادية «إذاعة البيان أنموذجاً»، إنجامينا تشاد، دون تاريخ.
2 – د. محمد يوسف محمد: تاريخ الهجرات العربية إلى أفريقيا جنوب الصحراء، تشاد نموذجاً، دورية كان التاريخية، السنة الحادية عشر، العدد الثاني والأربعون، ديسمبر 2018، ص31-39.
3 – مفتي تشاد د. حسين أبو بكر: نحن دولة القرآن! الجريدة، الكويت، 19/9/2008م.