يسعى الاحتلال الصهيوني إلى طمس عروبة وإسلامية البلدة القديمة في القدس المحتلة من خلال اختلاق تسميات عبرية على أحياء للزعم بوجود «إرث يهودي» في تلك البقعة المقدسة.
والبلدة القديمة بمعالمها وأسوارها العتيقة تُعتبر واحدة من أكثر المدن الإسلامية القديمة في العالم، التي تضم عدة أحياء وحارات تعكس الثقافات المتنوعة والديانات التي احتضنتها المدينة المقدسة، وانعكست على تخطيطها وهندستها المعمارية ومبانيها وشوارعها وأسواقها وحاراتها السكنية.
وتشكل البلدة المنطقة الواقعة داخل سور بناه السلطان العثماني سليمان القانوني، وباتت تُعرف بأسوار القدس، تبلغ مساحتها 900 دونم، وتحتضن معالم ورموزاً وآثاراً تاريخية مهمة، أبرزها المسجد الأقصى المبارك، وقبة الصخرة المشرفة، وحائط البراق، وكنيسة القيامة، وعدد من الأسواق والحارات والأزقة القديمة.
ويقول الباحث المختص في شؤون القدس فخري أبو دياب لـ«وكالة الصحافة الفلسطينية» (صفا): إن البلدة القديمة أحد أحياء القدس الرئيسة الثمانية، قسمتها «إسرائيل» منذ احتلال المدينة، عام 1967، إلى 4 أحياء بتسميات توحي أنها دينية، هي:
1- الحي الإسلامي: الاحتلال أطلق اسم «الحي الإسلامي» للدلالة على وجود حي آخر وهو «الحي اليهودي»، ويشمل، وفق التسمية «الإسرائيلية»، كل المنطقة الشمالية الشرقية، التي تمتد من باب العامود وصولًا إلى شارع الواد، والمسجد الأقصى وباب الساهرة وباب الأسباط، ويضم حارات السعدية، وباب حطة، والواد، وباب السلسلة، وحارة الغوانمة، بالإضافة إلى الكثير من المعالم الأثرية الإسلامية.
2- الحي المسيحي: يُسمى مقدسيًا «حارة النصارى» التي تقع شمال غربي البلدة القديمة، وتمتد من باب الجديد شمالًا على طول الجدار الغربي من المدينة القديمة وصولًا إلى باب الخليل، وتضم كنيسة القيامة ومسجد عمر بن الخطاب، وسوق الدباغة، والكثير من الأديرة والكنائس.
3- الحي الأرمني: يُسمى حارة الأرمن، ويعد أصغر أحياء المدينة المقدسة، ويقع جنوب غربي البلدة القديمة على مساحة نحو 300 دونم، وتعد بطريركية الأرمن من أهم أبنيتها، وسُميت بهذا الاسم نسبة إلى الأرمن الذين جاؤوا للقدس
4- الحي اليهودي: دمر الاحتلال بعد حرب عام 1967 حارتي الشرف والمغاربة جنوب شرقي البلدة القديمة بالكامل، وطرد آلاف الفلسطينيين منهما، وحولهما إلى ما يعرف بـ«الحي اليهودي».