دولة سريلانكا، المعروفة قديماً باسم «سرنديب» أو «سيلان» جزيرة صغيرة تقع في المحيط الهندي جنوب شرق شبه القارة الهندية، يفصلها عن الهند مضيق بالك، مساحتها أكثر من 65 ألف كم2.
ابتليت سريلانكا كغيرها من بلدان العالم بالاحتلال الأوروبي، فقد احتلها الإنجليز حوالي 150 عاماً حتى تحررت واستقلت في عام 1948م، وتنقسم البلاد إلى 9 ولايات؛ تكوّن 25 محافظة، عدد سكانها حوالي 20 مليوناً، حسب إحصاء عام 2012، حوالي 10% منهم مسلمون.
حاورت «المجتمع» واحداً من رجالات المسلمين هناك، وهو د. محمد حارث حامد لبي، رئيس قسم شؤون التعليم وضمان الجودة والعلاقات الدولية في الجامعة النظيمية، والجامعة النظيمية هي إحدى الجامعات الإسلامية في سريلانكا، تعنى بتعليم الدين الإسلامي واللغة العربية وتخريج الأئمة والعلماء والدعاة المسلمين.
ود. محمد حارث أحد خريجي هذه الجامعة، وقد حصل على درجة الماجستير من الجامعة الإسلامية العالمية في إسلام آباد، وحصل على درجة الدكتوراة من الجامعة الإسلامية العالمية في ماليزيا.
بداية، حدثنا عن التعليم بصفة عامة في سيريلانكا.
– قبل أن أتحدث عن التعليم العالي الإسلامي بسريلانكا، أريد أن أقدم نبذة مختصرة حول سريلانكا.
سريلانكا جزيرة صغيرة جميلة تقع في المحيط الهندي، وعدد سكانها 22 مليون نسمة، يشكل البوذيون أغلبية السكان، وهناك أقلية من الهندوس والمسلمين والنصارى، أما نسبة المسلمين فحوالي 10% تقريباً، ينتشرون في جميع مناطق الجزيرة.
نسبة التعليم العام في سريلانكا أكثر من 92%، وهي نسبة عالية بالمقارنة مع نسبة التعليم في بلاد آسيوية أخرى، وعدد الجامعات الحكومية في سريلانكا 17 جامعة، وهناك عدد كبير من الجامعات الأهلية والمعاهد العلمية والكليات والمدارس تعمل في مجال تربية الطلاب والطالبات سواء على مستوى التعليم العام أو التعليم العالي.
ما نسبة التعليم العام والعالي بين المسلمين؟
– نسبة التعليم بين المسلمين في سريلانكا تقل عن نسبة التعليم لدى غير المسلمين من البوذيين والهندوس وذلك لعدة أسباب، من بينها: تسرب عدد كبير من الطلاب والطالبات من المدارس قبل إكمال دراساتهم بسبب عائق الفقر وعوائق أخرى، وبسبب عدم توفر الإمكانات والتسهيلات اللازمة لدى المسلمين، وغياب رغبة واهتمام الآباء في تعليم أولادهم، أو قلة الوعي والإرشاد الموجه لكل من الآباء والأبناء، واضطراب الأولويات في المجتمع المسلم.
800 مدرسة إسلامية
هل للمسلمين تعليمهم الخاص؟
– لله الحمد، تسمح الحكومة للطلاب المسلمين والطالبات المسلمات بأن يدرسوا من المرحلة الابتدائية وحتى الثانوية في مدارس خاصة بالمسلمين، يتم إنشاؤها وإدارتها من قبل الحكومة نفسها، وهذه فرصة قيمة للحفاظ على الهوية والقيم الإسلامية.
وعدد المدارس الإسلامية يتجاوز 800 مدرسة تنتشر في جميع المناطق المسلمة في سريلانكا.
ونسبة التعليم العالي الإسلامي ضعيفة لأسباب عدة، من أهمها: قلة فرص العمل المتوفرة لأصحاب الشهادات الإسلامية العليا سواء على مستوى البكالوريوس أو الماجستير أو الدكتوراة من ناحية، ومن ناحية أخرى فنسبة قبولهم للعمل بالجامعات الحكومية قليلة، خاصة في كليات الآداب، ولا يتوفر تدريس لدورات في الدراسات الإسلامية في الجامعات الحكومية إلا في 3 جامعات فقط، هي: كلية اللغة العربية والدراسات الإسلامية بجامعة جنوب شرق سريلانكا، وقسم اللغة العربية والدراسات الإسلامية بجامعة فيرادانيا الحكومية، ووحدة اللغة العربية والعلوم الإسلامية بجامعة كولمبو.
ولله الحمد أن الجامعة النظيمية جامعة أهلية خاصة لم تؤسس إلا بهدف توفير كورسات في الدراسات الإسلامية العليا.
هل التعليم العام والعالي «الإسلامي» مكرس لتعليم الدين فقط؟
– كلية اللغة العربية والدراسات الإسلامية بجامعة جنوب شرق سريلانكا ليست مكرسة لتعليم الدين فقط، بل تدرس بعض المواد غير المواد الشرعية بهدف إعداد الطلبة لسوق العمل في داخل سريلانكا أو خارجها.
ولكن هناك مؤسسات مكرسة لتعليم الدين فقط، منها المدارس الدينية وكليات اللغة العربية، وتوجد أكثر من 300 مدرسة دينية أو كلية للغة العربية تقوم بتدريس أبناء المسلمين لغة القرآن والعلوم الإسلامية.
الجامعة النظيمية؛ ماذا تدرّس؟ من أسسها؟ ولماذا سميت الجامعة النظيمية؟
– الهدف الأول من تأسيس المدارس الدينية في سريلانكا هو تعليم الدين وعلومه، أما الجامعة النظيمية فهي مؤسسة تعليمية متميزة تجمع بين تدريس العلوم الشرعية والعلوم غير الشرعية مثل علم الاقتصاد وعلم السياسة وعلم الجغرافيا وعلوم التكنولوجيا.
وجامعتنا النظيمية جامعة أهلية خاصة، أسسها في عام 1973 المرحوم الحاج محمد نظيم محمد إسماعيل، كان أحد كبار تجار الأحجار الكريمة، اشتهر في داخل سيريلانكا وخارجها بتبرعاته ومساهماته المالية الخيرية السخية، وكان يهتم كثيراً بمحاربة الأمية لدى المسلمين في سريلانكا ورفع المستوى التعليمي لهم، وبخاصة في حقل التعليم العالي، وقد أنفق معظم أمواله وممتلكاته في تحقيق هذا الهدف النبيل، وكان جل همه إلى أن يلقى الله عز وجل تثقيف وتعليم أبناء المجتمع وحل مشكلة البطالة من ساحة المجتمع، وقد سميت الجامعة النظيمية نسبة لمؤسسها الحاج محمد نظيم، رحمه الله.
مضى على تأسيس الجامعة النظيمية حوالي 50 عاماً، وتستعد الجامعة لإقامة حفل كبير في العاصمة السريلانكية كولومبو في ذكرى مرور 50 عاماً على تأسيسها.
هل كانت هناك أهداف محددة لإنشاء الجامعة النظيمية؟
– نعم لا شك في ذلك، قامت الجامعة النظيمية لتحقيق أهداف محددة، أستطيع أن أجملها فيما يلي:
الأول: تخريج جيل مثقف رباني من العلماء، مزود بالعلوم الإسلامية الأصيلة والمعارف الحديثة.
الثاني: إعداد كوادر قيادية يحتاج إليها المجتمع المسلم السريلانكي في مجالات الحياة المختلفة.
الثالث: العمل على نشر اللغة العربية بين المسلمين.
الرابع: المساهمة في مجال البحث العلمي، خاصة المسائل المتعلقة بفقه الأقليات المسلمة.
الخامس: العمل على التعريف برسالة الإسلام.
السادس: تدريب وتأهيل الكوادر لسوق العمل في داخل البلد وخارجه.
وهل تحققت هذه الأهداف خلال الفترة الماضية؟ أو بعبارة أخرى: كم من هذه الأهداف تحقق؟
– نعم، ولله الحمد، الجامعة النظيمية أصبحت مؤسسة تعليمية فريدة من نوعها في تعليم العلوم الإسلامية والعلوم الإنسانية واللغة العربية، وهي تعتبر أيضاً مؤسسة تعليمية رائدة في نشر الفكر الإسلامي الوسطي بين أبناء المسلمين.
ومن مؤشرات نجاحنا في تحقيق الأهداف:
1- تخرج من النظيمية أكثر من 1200 طالب حصلوا على شهادة الليسانس أو البكالوريوس.
2- حصل أكثر من 30 ممن تخرج من الجامعة النظيمية على شهادة الدكتوراة من كليات مختلفة من خارج سريلانكا من ماليزيا وباكستان، وأستراليا والمملكة المتحدة والهند.
3- مئات من خريجي النظيمية أكملوا دراساتهم للماجستير في الجامعات المحلية والخارجية.
4- مئات من خريجي الجامعة يعملون في المؤسسات التعليمة من الجامعات والمعاهد العلمية والكليات العربية مديرين ومحاضرين ومدرسين ومدربين.
5- أكثر من 30 خريجاً يعملون في القطاعات الحكومية، في مناصب عليا كنواب للوزراء ومديرين للمكاتب الإدارية الرئيسة الحكومية.
6- معظم الخريجين يقدمون مساهمات قيمة في مجال العمل الخيري والدعوي، مثل تأليف الكتب الإسلامية وإلقاء المحاضرات وخطب الجمعة والدروس التربوية وإقامة الدورات التدريبية والتثقيفية.
7- خريجونا لهم مساهمات في المنظمات الإسلامية مثل جمعية العلماء ومجلس الشورى ومجمع الفتاوى وغيرها.
8- يعمل كثير من خريجينا كقضاة ومحامين في مجال القانون.
9- عدد كبير من خريجي النظيمية يعملون في سفارات البلاد العربية.
10- ينشط خريجونا في تقديم البرامج والأنشطة الثقافية عن طريق وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمجلات والصحف ووسائل التواصل الاجتماعي.
هل هناك معوقات تحُول دون تحقيق بعض الأهداف؟
– نعم، هناك معوقات تحُول دون تحقيق أهداف أي مؤسسة تعليمية أهلية سواء في سريلانكا أو غيرها، فالنظيمية ليست استثناءً، وهي تواجه عدة مشكلات وتحديات منذ أن تأسست في عام 1973م.
في البداية، كانت إدارة الجامعة تواجه مشكلة كبيرة؛ وهي عدم وجود الكوادر المؤهلة لتدريس المواد الشرعية على المستوى الجامعي، وهذه الحالة استمرت حتى تخرج الدفعات الأولى من النظيمية وانضمامها إلى هيئة التدريس.
ومن المشكلات أيضاً أن شهادة «الليسانس» من النظيمية غير معترف بها من قبل وزارة التعليم العالي بالبلد، وهذا عائق كبير في سبيل رفع مستوى النظيمية، مع أن هناك جهوداً كبيرة تبذلها الجامعة منذ أكثر من 5 سنوات لترقية مستوى النظيمية إلى جامعة معترف بها من قبل الحكومة، وملايين الروبيات صرفت وبذل كم هائل من الطاقات البشرية، وأكملنا 99% من الإجراءات المطلوبة، ولكن الجامعة لم تحصل بعد على النتيجة النهائية لأسباب معينة.
والنظيمية، كمؤسسة أهلية خاصة، تواجه مشكلة توظيف الكوادر المؤهلة المدربة بمكافئات شهرية جذابة.
وللأسف تأثرت معظم المؤسسات التعليمية الإسلامية في سريلانكا بـ«الإسلاموفوبيا» تأثيراً سلبياً شديداً، خاصة بعد حادثة أبريل 2019م(1)؛ وهي حادثة وحشية غير إسلامية أجريت باسم الإسلام والمسلمين لمصالح سياسية ودنيوية، فالنظيمية أكثر المؤسسات التعلمية تأثراً.
وهناك أيضاً مشكلة عدم وجود بيئة عربية لتدريب وتنمية مهارات الطلاب اللغوية الأربع، وذلك بسبب خروج الإخوة العرب من الجزيرة بعد حادثة أبريل 2019م.
وقلة الرغبة في تعلم الدين وعلومه؛ وذلك بسبب الخوف من الوقوع أو التعرض للإجراءات غير المرغوبة، ورغم وجود هذه العوائق والعقبات في طريق تقدم النظيمية، فهي تتقدم بثبات في تحقيق أهدافها المنشودة يوماً بعد يوم بعون من الله تبارك وتعالى.
ما المواد التي تدرس في النظيمية؟
– المواد التي تدرسها النظيمية تقدم على مرحلتين دراسيتين؛ المرحلة التمهيدية وتستغرق 3 سنوات، يتم فيها إعداد الطلبة لمواصلة الدراسة في الكلية، وتدرس الجامعة فيها اللغات العربية والإنجليزية والسنهالية والتاملية، وتدرس فيها أيضاً المواد المقررة في المرحلة الثانوية الحكومية؛ إضافة إلى علم التجويد وحفظ بعض سور القرآن وفقه السلوك.
أما المرحلة الجامعية فمدتها 4 سنوات، فبعد إكمال المرحلة التمهيدية بنجاح يدخلون كلية اللغة العربية والدراسات الإسلامية، والمنهج الدراسي المقرر في الكلية هو المنهج المقرر في كلية أصول الدين بالجامعة الإسلامية العالمية في إسلام آباد بتعديلات خفيفة ليتناسب مع البلد.
فالنظيمية حاليا تقدم كورسات مرحلة البكالوريوس فقط، والطالب الذي يكمل متطلبات الكلية الدراسية يحصل على شهادة الليسانس، وتجدر الإشارة هنا إلى أن الجامعة الإسلامية العالمية بإسلام آباد قد اعترفت بهذه الشهادة معادلة لشهادتها التي تقدمها في مرحلة البكالوريوس.
من يقوم بالتدريس في النظيمية؟
– الآن 99% من أعضاء هيئة التدريس في النظيمية من خريجيها، ومعظمهم أكملوا دراستهم للماجستير أو الدكتوراة في الجامعات الخارجية؛ جامعات ماليزيا وجامعة أفريقيا العالمية بالسودان، ومعهد الخرطوم الدولي، وجامعة الأزهر الشريف، وجامعات المملكة العربية السعودية، وجامعات باكستان وغيرها من البلدان.
ولكن للأسف، فقدت النظيمية فرصة استخدام كوادر عربية في التدريس بعد حادثة أبريل 2019م.
معهد «اقرأ»
هل كان للحاج نظيم إسهامات أخرى في مجال التعليم؟
– الحاج المرحوم محمد نظيم مؤسس النظيمية أنشأ معهداً للتقنية بالتعاون مع «اقرأ» للعلاقات الإنسانية التابعة للمملكة العربية السعودية، هذا المعهد يخرج سنوياً عدداً كبيراً من الطلبة الذين أكملوا الكورسات المختلفة في التقنية، ويدرس أيضاً اللغة العربية، ومعظم هؤلاء يحصلون على فرص عمل في دول الخليج، فهذا مشروع يهدف إلى إتاحة الفرص لمن لم يقبل في الجامعات أو لم يكن أهلاً لمواصلة الدراسة في المرحلة الثانوية.
ما تأثير الجامعة النظيمية على المجتمع السيريلانكي؟
– الجامعة النظيمية واحدة من أكثر الجامعات عطاء علمياً وثقافياً إسلامياً، وهناك عدد من الأدوار والأعمال التي تقوم بها النظيمية لتثقيف وتنمية الأفراد والمجتمع، من بينها:
1- القيام بدور مهم في نشر الفكر الإسلامي الوسطي بين أفراد المجتمع.
2- نشر الوعي المجتمعي والثقافي بين أفراد المجتمع؛ مما يمكنهم من التعايش السلمي القائم على الاحترام المتبادل.
3- نجحت النظيمية في سعيها لتحقيق وحدة الفكر وتوحيد الكلمة بين الطوائف الدينية، والمذاهب الفكرية.
4- تطوير وتنمية قدرات ومهارات الأفراد مما ييسر إعداد قيادات في جميع المجالات التي يحتاج إليها المجتمع والدولة.
5- بث الوعي بين العلماء والمثقفين بأهمية فقه الأقليات المسلمة وصياغتها التي يحتاج إليها المجتمع المسلم كمجتمع أقلية في سريلانكا.
6- وتقوم النظيمية بدور كبير في التعريف بكثير من الدراسات الفقهية المعاصرة، مثل فقه الأولويات وفقه الموازنات، وفقه التيسير، وغير ذلك.
7- وتقوم النظيمية أيضاً من خلال خريجيها وناشطيها بمهمة التعريف برسالة الإسلام لأهل الأديان الأخرى.
ما الطموحات التي تصبو الجامعة النظيمية للوصول إليها؟
– ذكرت لكم عدداً من الأدوار التي تؤديها الجامعة النظيمية لتحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية والتعليمية في المجتمع السريلانكي، وهناك آمال وطموحات ومقترحات أخرى نصبو للوصول إليها لإكمال هذه المسيرة التنموية:
1- تسهيل ربط وانتساب كلية اللغة العربية والدراسات الإسلامية بالنظيمية الى إحدى الكليات بالجامعات في العالم العربي والإسلامي.
2- فتح قسم خاص بالبنات المسلمات تحت إدارة النظيمية.
3- تأهيل الكوادر من هيئة التدريس والموظفين بالتعاون مع الجامعات الخارجية العربية والإسلامية.
4- إقامة المؤتمرات العلمية بالتعاون مع الجامعات المحلية والخارجية.
5- توفير كفالات شهرية لمن أكمل الدراسات العليا من أعضاء هيئة التدريس للتغلب على مشكلة قلة الإمكانيات المادية التي تواجهها النظيمية في توظيف كوادر خبيرة ومؤهلة.
هل للنظيمية صلات بالجامعات في العالم العربي والإسلامي؟
– لا شك أن هناك صلات قوية بيننا وبينهم، فنحن جزء من كل، ونعمل باستمرار على تنمية وتقوية هذه الصلات.
فالنظيمية قد حصلت على عضوية اتحاد جامعات العالم الإسلامي، وتم لها التوقيع على اتفاقية التفاهم والتعاون بين الجامعة الإسلامية العالمية في إسلام آباد بباكستان والنظيمية في عام 1996م، وبناء على هذه الاتفاقية تم تنفيذ عدد من المشاريع التي تساهم في إعداد الكوادر المؤهلة.
وتم التوقيع على اتفاقية تفاهم بين الجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا والجامعة النظيمية، وقمنا بإتمام كافة الإجراءات اللازمة للتوقيع على اتفاقية التفاهم بين جامعة العلوم الإسلامية الماليزية والجامعة النظيمية.
وتشرفت النظيمية خلال الفترة الماضية بزيارات ميمونة من قبل كبار الشخصيات المعروفة دولياً، مثل العلامة المرحوم أبي الحسن علي الندوي، والشيخ المرحوم محمد الغزالي، ود. حسين حامد حسان، وغيرهم.
والنظيمية تتوقع من المؤسسات التعليمية والمنظمات الخيرية في أنحاء العالم مزيداً من التعاون والتنسيق لتيسير مسيرتها نحو مستقبل مشرق زاخر بتحقيق أهدافها التعليمية النبيلة، وتأمل إدارة النظيمية كذلك من العالم العربي والإسلامي مزيداً من الرعاية والاهتمام بها وبمشروعاتها التنموية.
وتتقدم الجامعة النظيمية بمناسبة مرور 50 عاماً على تأسيسها بخالص الشكر والتقدير إلى جميع المؤسسات الخيرية والمؤسسات التعليمية في داخل سريلانكا وخارجها وللقائمين عليها على حسن تعاونهم واهتمامهم البالغ بالنظيمية وتطويرها وتنميتها خلال العقود الخمسة الماضية، فجزاكم الله خير ما يجزيه عباده الصالحين.
وكذلك أتقدم أصالة عن نفسي ونيابة عن رئيس الجامعة النظيمية وإدارتها بخالص الشكر وفائق التقدير للإخوة القائمين على مجلة «المجتمع» في كويت الخير على تفضلهم بنشر هذا الحوار وتعاونهم المستمر مع إدارة النظيمية.
نسأل الله تعالى أن يوفقنا وإياكم لما فيه الخير والسداد والاستقامة.
___________________________________
(1) في 21 أبريل 2019، يوم الأحد الموافق لعيد الفصح لدى المسيحيين، تم استهداف 3 كنائس في سريلانكا، و3 فنادق فاخرة في العاصمة التجارية كولومبو، في سلسلة من التفجيرات الانتحارية الإرهابية المنسقة قامت بها عناصر مرتبطة بتنظيم «الدولة» (داعش)، وفي وقت لاحق من ذلك اليوم، وقع انفجاران صغيران في مجمع سكني في ديماتاجودا وبيت ضيافة في دهيوالا.