يضم المسجد الأقصى المبارك 7 مصليات ومساجد، وأي صلاة في أي بقعة منها تعتبر مضاعفة الأجر والثواب، ويظن الكثير من الناس أن المسجد الأقصى يحتوي بين جنباته على مبنيين اثنين فقط هما قبة الصخرة ذو القبة الذهبية والجامع القبلي ذو القبة الرصاصية.
وفيما يلي بيان لهذه المساجد:
1- المصلى المرواني:
يقع تحت أرضية المسجد الأقصى المبارك، في الجهة الجنوبية الشرقية.
يتكوّن من 16 رواقاً قائماً على دعامات حجرية قوية لتكون بمثابة أساسات متينة.
يبلغ مسطحه نحو 4000 مترٍ مربع، ويعد أكبر مسطح مسقوف في المسجد الأقصى المبارك حالياً.
تم تخصيصه في زمن عبد الملك بن مروان كمدرسة فقهية، ومن هنا اكتسب اسم المصلّى المرواني.
تعرض خلال فترة الاحتلال الصليبي للقدس، إلى اعتداء همجي، حيث حوله المحتلون إلى إسطبل لخيولهم، ومخزنٍ للذخيرة، وأسموه «اسطبلات سليمان».
عندما قام صلاح الدين الأيوبي بتحرير بيت المقدس من الصليبيين في 19 ربيع الآخر 538هـ/ 4/ 7/ 1187م، أعاد تطهير هذا المصلى وأغلقه.
وفي عهد الدولة العثمانية جدد السلطان سليمان القانوني سقفه، وهو السقف الحالي له، أما الأعمدة والأقواس الموجودة فيه؛ فهي تعود إلى عهد عبد الملك بن مروان المؤسس الأول له.
وبالرغم من تجديد سقفه فإنه ظل مغلقاً لسنوات طويلة، نظراً لاتساع ساحات الأقصى العلويّة، وقلة عدد الذين يشدّون الرحال إلى المسجد الأقصى المبارك. إلاّ أن انتشار الصحوة الإسلامية وصعود التيار الإسلامي أسهما في مضاعفة عدد المصلّين وتعميق الوعي الإسلامي بمعاني شدّ الرحال إلى المسجد الأقصى، حيث لم تعدْ المساجد داخل الأقصى تكفي لاستيعاب الكمّ الهائل من المصلّين، مما أوجب ضرورة إعادة افتتاحه للمصلّين.
وفي نوفمبر1996م، أعادت مؤسسة الأقصى لإعمار المقدسات، ولجنة التراث الإسلامي ببيت المقدس تأهيله، وفتحه أمام المصلين المسلمين، وهو يتسع لنحو 5 آلاف مصل.
المصلى المرواني
2- الجامع القِبلي:
الجزء الجنوبي من المسجد الأقصى المواجه للقبلة، ولذلك سمي بالجامع القبلي، وهو المبنى ذو القبة الرصاصية.
يعتبر المصلى الرئيس للرجال في المسجد الأقصى، وفيه موضع الإمام.
بني هذا المسجد في المكان الذي صلى فيه الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه عند الفتح الإسلامي للقدس عام 15هـ/ 636م، وقد بدأ بناءه الخليفة عبد الملك بن مروان، وأتمه ابنه الوليد بن عبدالملك، بين عامي 86 – 96هـ/ 705 – 715م.
يبلغ طوله من الداخل 80 متراً، وعرضه 55 متراً، وله قبة مغطاة بألواح الرصاص، ويتسع لـ5500 مصل.
وعندما احتَّل الصليبيون القدس غيروا معالم هذا الجامع، فاتخذوا جانباً منه كنيسة، وجانباً آخر سُكنى لفرسانهم، ومستودعاً لذخائرهم، ولما حرَّر صلاح الدين الأيوبي القدس أمر بإعادة المسجد إلى ما كان عليه، ووضع فيه المنبر الرائع الذي كان نور الدين محمود بن زنكي قد أمر بصنعه أثناء الاحتلال الصليبي، وبقي هذا المنبر إلى أن أحرقه اليهود في 21/ 8/ 1969م، عندما حرقوا الجامع القبلي، ضمن سلسلة اعتداءاتهم التي استمرت لهذه الأيام، وشملت الحفريات تحت الجامع، وحوله بزعم البحث عن الهيكل المزعوم، وبناء أنفاق تحته.
الجامع القبلي
3- المسجد الأقصى القديم:
يقع تحت الرواق الأوسط للجامع القبلي، بناه الأمويون ليكون مدخلاً ملكياً إلى المسجد الأقصى من القصور الأموية التي تقع خارج حدود المسجد الأقصى من الجهة الجنوبية.
بقي المكان مهجوراً ومليئاً بالأتربة والأحجار لعدة سنوات إلى أن أعيد افتتاحه للصلاة عام 1998م على يد مؤسسة الأقصى لإعمار المقدسات عندما تزايد أعداد المصلين.
وتبلغ مساحته نحو 1500 متر مربع، ولكن الجزء المخصص للصلاة فيه صغير، ويتسع لـ500 مصل.
المسجد الأقصى القديم
4- مسجد البراق:
يقع بمحاذاة حائط البراق في شرقه؛ أي داخل سور المسجد الأقصى المبارك، وتحت جزء من الساحة الجنوبية الغربية للمسجد الأقصى، وهو مفتوح لصلوات الجمع والأعياد، ويدعى اليهود أنه جزء من هيكل سليمان.
بناء أموي بناه الأمويون؛ لأنّ العناصـر الموجـودة في بابه هي نفـس العناصر الموجودة في كل من باب الرّحمة، والباب المزدوج، وقد أعيد بناؤه بشكله الحالي في الفترة المملوكيّة عام 707 – 737هـ/ 1307 – 1336م، وهو متصل بكل من مصلى الأقصى القديم، والمصلّى المرواني، وباب الرحمة.
يعاني من تشققات في بعض حجارته نتيجة الرطوبة الشديدة وتساقط المياه، وهو وضع يهدد بالتفاقم، كما تتواجد قوة من شرطة الاحتلال باستمرار عند باب مصلى البراق القائم داخل المسجد الأقصى، مما يعيق وصول المصلين إليه.
مسجد البراق
5- مسجد المغاربة:
بناء قديم جداً يقع في الرواق الغربي للمسجد الأقصى المبارك، إلى الجنوب من باب المغاربة، وله بابان: أحدهما: مغلق في جهته الشمالية، والآخر: مفتوح في جهته الشرقية المواجهة للجدار الغربي للجامع القبلي.
قيل: إن صلاح الدين الأيوبي بناه سنة 590هـ/ 1193م، لصلاة المالكية.
يستعمل اليوم كقاعة عرض لأغراض المتحف الإسلامي ومقتنياته التي نقلت إليه من الرباط المنصوري، في سنة 1348هـ/ 1929م.
يحوي المتحف آثاراً كثيرة من العهود المختلفة للحكم الإسلامي لبيت المقدس، وبداخله ما تبقى من آثار منبر نور الدين زنكي بعد احتراقه على يد اليهود سنة 1969م.
في عام 2004م، قام بعض الصهاينة الذين اعتادوا اقتحام الأقصى من باب المغاربة، والذي صادره المحتلون منذ بدء الاحتلال، ويمنعون المسلمين من استخدامه؛ قاموا بتكسير أعمدة رخامية أثرية قريبة من المتحف الإسلامي، ويعود تاريخها إلى العصور الإسلامية الأولى، كما حدث انهيار في جداره الغربي في عام 2003م، بسبب الحفريات اليهودية في ساحة البراق القريبة.
مسجد المغاربة
6- مسجد قبة الصخرة:
يقع في داخل المسجد الأقصى في شمال المسجد، وقد أمر ببنائه الخليفة الأموي عبدالملك بن مروان خلال الفترة 688 – 692م فوق صخرة المعراج، ولا يزال حتى يومنا هذا رمزاً معمارياً للمدينة، وقد اتخذ هذا المسجد لصلاة النساء.
مسجد قبة الصخرة
7- جامع النساء:
يقع داخل المسجد الأقصى ويمتد بمحاذاة حائطه الجنوبي بدءا من الجدار الغربي للجامع القبلي وحتى الحائط الغربي للمسجد الأقصى فهو يمثل أقصى الجزء الجنوبي الغربي من المسجد الأقصى، ويعود بناؤه الى العهد الصليبي على الأرجح، حيث بني ككنيسة داخل المسجد الأقصى ثم طهره صلاح الدين وأعاده موضعاً للصلاة وخصص في العصر الأيوبي لصلاة النساء وحمل اسمه هذا.
ويقسم إلى 3 أقسام:
الأول: ملحق بالمتحف الإسلامي ويقع غرب المسجد.
الثاني: مكتبة الأقصى الإسلامية وتقع وسط المسجد.
الثالث: يستخدم كمستودع ويقع شرق المسجد.
جامع النساء
___________________________
1- كتاب «أطلس معالم المسجد الأقصى» للباحث د. عبدالله معروف.
2- كتاب «بيت المقدس وما حوله» للدكتور محمد عثمان شبير، هيئة علماء فلسطين في الخارج.