لينساي تايلور، مسؤولة قسم التفاعل مع المجتمع في منظمة «MEND»، وهي منظمة تنشط في مجال مكافحة «الإسلاموفوبيا» في بريطانيا، وهي أيضاً عضو في المجلس الإسلامي في إسكتلندا، ورئيس حوار الأديان بها.
لكن اللافت في الأمر هو انتقال لينساي تايلور، الحاصلة على بكالوريوس في الحقوق مع مرتبة الشرف، وماجستير في قانون حقوق الإنسان، إلى الإسلام، وكيف خاضت هذه الرحلة؟ وما الدافع الذي مهد لها ذلك؟
خلال استضافتها في برنامج «رحلتي إلى الإسلام» الذي يعرض على قناة «الحوار»، حكت تايلور قصتها وكيف كانت نشأتها، ثم كيف تعرف على الإسلام، وماذا يمثل لها هذا الدين.
تايلور هي من مواليد إسكتلندا عام 1978، واعتنقت الإسلام في عام 2009، تقول: كنت محظوظة لأنني نشأت في الجانب الغربي من غلاسكو، وهي منطقة متعددة الأعراق والثقافات، وحتى المدرسة التي ذهبت إليها أيضاً كانت بنفس التنوع من أديان مختلفة وأجناس متنوعة، وهذا جعلها تتعرف على الإسلام في سن مبكرة.
أما بخصوص الإسلام، ففي منتصف العشرينيات من عمرها تعرفت لينساي على أحد الشباب المسلمين تعود أصوله إلى ساحل العاج، وهو ولد مسلماً، ومن خلال معاملته الطيبة وحسن تصرفه وأخلاقه مثَّل لها ذلك دافعاً لمزيد من البحث لمعرفة الإسلام.
وأشارت إلى أنها نشأت في عائلة متنوعة فوالدها كان ملحداً، وأمها كانت تؤمن بوجود إله لكنها لا تتبع أي دين، وأعمامها وعماتها كانوا مسيحيين، حتى إن أحد أعمامها كان قساً كاثوليكياً، بينما خالاتها يؤمنون باليهودية.
كانت تتردد على مختلف أماكن العبادة سواء الكنيسة أو المسجد أو حتى أماكن عبادة السيخ والبوذية، وهذه المرحلة اعتبرتها عائلتها مرحلة بحث للاختيار.
حتى إنها اعتنقت الإسلام قبل أن يتزوجا، وعندما دخلت المسجد ونطقت الشهادة، اتصلت بوالدتها وقالت: الآن أصبحت مسلمة، ردت الأم وقالت: هذا شيء عظيم، فكان هذا الشاب الذي أصبح زوجها لاحقاً هو عون لها للدخول إلى الإسلام بحسن معاملتها وتصرفاته وأخلاقه، لكن أهم شيء أنه كان يترك لها حرية الاختيار دائماً.
فهي نشأت في بيئة وأسرة متنوعة، حتى إنها لم تولد مسيحية، كان والدها ملحداً، بينما كانت والدتها تؤمن بوجود الإله، لكنها لا تعرف أي الأديان أو كيف تتقرب إلى هذا الإله.
أما أعمامها وعماتها فكانوا مسيحيين، حتى إن أحدهم كان قساً كاثوليكياً، وفي الجانب الآخر كانت خالاتها وأبناؤهن يؤمنون باليهودية، وخلال طفولتها جعلها ذلك تتردد على كل أماكن العبادة بحكمة تنوع معتقدات عائلتها والبيئة المحيطة بها.
حتى إنها ذهبت لمختلف دور العبادة للمعتقدات المختلفة وكذلك المسجد، وهذا ما اعتبرته العائلة أنها مرحلة التعارف وصولاً للاختيار.
وبعد اعتناقها الإسلام، لم تجد أزمة في التعامل من قبل عائلتها المباشرة، فوالداها تقبلا قرارها، حتى إن والدتها تشاركها كثيراً حضور المناسبات الإسلامية، وأصبح لديها أصدقاء من المسلمين، وهي تتمنى أن تعتنق والدتها الإسلام ذات يوم.
لكن بعض أقاربها وأصدقائها كانت لديهم صعوبة في تقبل قرارها، خاصة بعد ارتدائها الحجاب، فكان ذلك سبباً في أن فقدت بعض أصدقائها الذين لم يستطيعوا أن يتقبلوا إسلامها وارتدائها الحجاب، وأنهم ظنوا أنها لن تستطيع الاندماج معهن مجدداً كما كان في السابق.
لكنها في المقابل كوَّنت مجموعة من الأصدقاء من أنبل الناس الذين كانوا عوناً لها.
تايلور التي أصبحت عضواً في المجلس الإسلامي في إسكتلندا، ورئيس حوار الأديان بها، توضح أنها ارتدت الحجاب بعد اعتناقها الإسلام بنحو 7 أو 8 سنوات.
والإسلام يمثل لها حرية الاختيار، والعلاقة الحرة المتحركة في الإسلام، فالإسلام هو كل ما يتعلق بالارتباط بالله وبحب الله سبحانه وتعالى.