الحروب الفكرية والثقافية أمضى بكثير من الحروب العسكرية، فإنها تجعل المهزوم مرحبًا بالهزيمة، ساعيًا إليها من غير كبير جهد من عدوه، وأخطار الألعاب الإلكترونية والأفلام الكرتونية من هذا الباب يجب التصدي لها حتى لا يسرق الأعداء أطفالنا.
أولاً: الخطر العقدي:
1- التشكك العقدي: إن أول واجبات التربية ترسيخ العقيدة الصحيحة لدى الناشئة في سنواتهم الأولى، وإن الألعاب الإلكترونية وأفلام الكرتون قد بنيت في أغلبها على الفلسفة المادية التي تُقدم المتعة على أي اعتبار آخر؛ فكري أو عقدي أو نفسي.
2- حب السحرة والكهان وتصديقهم: لطالما استلهمت أفلام الكرتون قضية النبوءات والعرافين والسحرة، وكيف يتصرفون في الكون وتغيير المصائر، وذلك من أخطر ما قد يتشربه الطفل في صغره، فإن الله تعالى هو المدبر، وقد نهتنا الشريعة عن تصديق الكهان، وعدَّت ذلك مناقضاً للإيمان.
ثانياً: الخطر القيمي:
1- تقبُّل الفاحشة والتطبع معها: وذلك أن الألعاب الإلكترونية قد امتلأت بأعلام الشواذ ولباسهم ليراها الأطفال وهم يلعبون حتى يستسيغوها، وقد خصصت الشركات الكبرى المنتجة لأفلام الكرتون حصة كبيرة من إنتاجها يكون فيها أبطال القصص شواذّ، وتدور أحداثها بين رجلين متحابين أو امرأتين، نسأل الله العافية لأولادنا من سوء رؤية ذلك.
2- ممارسة العنف والميل له: أكثر الألعاب الإلكترونية الشهيرة ممارسة لحرب وقتال ودماء، ولا يكاد يخلو فيلم كرتون أيضًا من ذلك، خلافًا لثقافة الخير والبذل والنصح، وكل ذلك يتشربه الطفل عن طريق اللاوعي؛ ليكوّن صورته عن العالم الذي يعيشه؛ وذلك مما يسهم في تشكيل سلوكه السيئ معه.
3- العزوف عن التواصل الأسري: تشير الإحصاءات إلى زيادة مرض التوحد بين الأطفال بسبب كثرة تعرضهم للشاشات، وإن ذلك من أعظم الأسباب لجعلهم في عزوف عن التواصل الأسري والخلطة بالمجتمع.
4- التدرب على الأخلاق السيئة: عندما يكون المجتمع صالحًا؛ فإن ذلك ضامن لشيوع صلاح الناشئة، فالمرء ابن بيئته، أما وقد كثرت منتجات الفساد الديني والخلقي والنفسي فيما يعاينونه في التلفاز والإنترنت فماذا يُنتظر لهم؟!
5- تغريب الأفكار والمفاهيم: من سنن الحضارات فرض ثقافة الأقوى وإن كانت فاسدة، وإن الأمم المتقدمة الآن وإن كانت على فساد فكري وأخلاقي عظيم فإنها تنشر ثقافتها بين أبناء المسلمين كالنار في الهشيم، وذلك نذير خطر يجب التصدي له.
6- الفشل الدراسي وضعف التحصيل: فإن ما سبق من عظيم المشتتات على كل أمر جاد كالعلم، فإنها مما يضيع الوقت والجهد الذهني والعقلي والنفسي في غير فائدة، ونتيجتها الإلهاء عن كل فائدة.