تشكل المنظمات اليهودية لدى الكيان الصهيوني خطراً كبيراً على الوجود الفلسطيني، إذ تعتبر إحدى أذرع الاحتلال للسيطرة والتوسع الاستيطاني في الضفة الغربية والقدس.
في تقرير حديث صدر عن المكتب الوطني لشؤون المقاطعة والدفاع عن الأرض في منظمة التحرير الفلسطينية، سلط الضوء على أخطر المنظمات العاملة في المستوطنات الصهيونية بالضفة الغربية، والجرائم التي ارتكبتها، منذ بدايات تأسيس مشروعها الاستعماري في فلسطين، لا سيما عملياتها الإرهابية، ومجازرها الوحشية ضد الفلسطينيين، وهي:
1- «شبيبة التلال»:
ظهرت بدايات تشكل منظمة «فتيان التلال» أو «شبيبة التلال» الإرهابية عقب النداء الشهير الذي أطلقه وزير الطاقة في حكومة بنيامين نتنياهو الأولى أرئيل شارون لمعارضته مسار التسوية، إذ وجه شارون نداءً إلى الفتية والشباب المستوطنين لاحتلال أعالي الجبال والتلال في الضفة، قائلاً لهم: إن ما نضع أيدينا عليه اليوم سيبقى لنا، وما لا نضع أيدينا عليه، سيذهب للفلسطينيين.
شارون قدم دعماً مالياً سخياً، وغطاءً سياسياً لهذه العصابات، حتى نمت وتوسعت وانتشرت على شكل مجموعات صغيرة تسكن في بؤر استيطانية في الضفة الغربية، في مبانٍ منفـردة، ضمن مناطق مفتوحة، ويحمل أفراد هذه المجموعات أفكاراً توراتية متطرفة، لا سيما ضد العرب والفلسطينيين على وجه الخصوص.
ويقود أفراد هذه المجموعات عمليات إرهابية وإجرامية منظمة بين الفينة والأخرى ضد السكان الفلسطينيين في القرى المحاذية للمستوطنات والبؤر الاستيطانية، ويعيثون دماراً وخراباً وقتلاً وحرقاً في كل ما تقع عليه أيديهم من ممتلكات الفلسطينيين وأرواحهم، بحماية ومساندة من جنود الاحتلال.
يقود «شبيبة التلال» الإرهابية شخصيات صهيونية متطرفة، أبرزها: آبري ران، ومائير برتلر، وإيتي زار، ويعمل معظم أفراد هذه المجموعات في مهنة رعي الأغنام أو الزراعة، وينحدر القسم الأكبر منهم من المستوطنات، وقسم آخر ينحدر من المدن الكبيرة، ولا يجمعهم حزب منظم بقدر ما يجمعهم العداء الشديد للفلسطينيين، وبعض الأفكار اليمينية المتطرفة.
2- «تدفيع الثمن»:
بدأ نشاط هذه المنظمة الإرهابية «جباية الثمن» أو «تدفيع الثمن» وعملها أواسط عام 2008م، وتحديداً عندما تداعى مجموعة من نشطاء المستوطنين المتطرفين إلى عقد اجتماع موسع في مستوطنة «يتسهار» جنوب مدينة نابلس، للتعبير عن رفضهم لسياسة حكومة الاحتلال فيما يتعلق بالبناء الاستيطاني في الضفة الغربية، ومن أجل الاتفاق على إستراتيجية عمل للمستوطنين خلال المرحلة المقبلة، إذ تم الاتفاق على القيام بنشاطات وعمليات إرهابية ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية وداخل أراضي عام 1948م، والتوقيع باسم «تدفيع الثمن» في مسرح عملياتهم الإرهابية.
تتجاوز أعداد المستوطنين المتطرفين المنضوين تحت هذه المنظمة أكثر من 3000 مستوطن، يتوزعون في مختلف المستوطنات والبؤر الاستيطانية في الضفة الغربية، وآخرون من داخل المدن «الإسرائيلية«، وينحدر غالبيتهم من المستوطنات الأيديولوجية الدينية المتطرفة، ومن المدارس اليهودية التوراتية.
تضم هذه المنظمة مجموعة واسعة من الحركات والمجموعات الصهيونية الدينية والمتطرفة الناشطة في المستوطنات والمدن، أبرزها: حاخاميون من التيار الديني القومي، وحاخاميون من التيار الديني الحريدي، وخريجو وطلاب المدارس الدينية (اليشفوت) المنتشرة في المستوطنات، و«داخل إسرائيل»، ونشطاء ومناصرو حركة «كاخ» الإرهابية المحظورة، ونشطاء الأحزاب الصهيونية المتطرفة، و«شبيبة التلال».
والقاسم المشترك بين مختلف مكونات «جباية الثمن» وعناصرها هو اعتناقهم الفكر العنصري المستند إلى الكراهية الشديدة للعرب والفلسطينيين، والداعي إلى قتلهم وطردهم وتعزيز الاستيطان في مختلف الأراضي الفلسطينية المحتلة وتهويد القدس.
3- «لاهافا»:
تأسست نهاية عام 1999م على يد رئيسها الحالي المستوطن المتطرف بن تسيون غوبشتاين، والمعروف عنه أنه أحد تلامذة الحاخام الصهيوني كهانا مؤسس منظمة «كاخ» الإرهابية وأتباعه.
اسم منظمة «لاهافا» يعني اللهب باللغة العبرية، وهو اختصار لتعريفها «منظمة منع ذوبان اليهود في الأرض المقدسة»، وتُعتبر من أبرز المنظمات الصهيونية التي تتبنى فكراً يمينياً متطرفاً اجتماعياً وسياسياً، وتنطلق في عملها من أجندات توراتية كهنوتية متشددة، إلى جانب عنصريتها الواضحة تجاه الفلسطينيين والعرب.
كما تحتفي «لاهافا» سنوياً بمنفذ مجزرة الحرم الإبراهيمي في الخليل، المستوطن الإرهابي المتطرف باروخ غولدشتاين، وتعتبره بطلاً قومياً.
أطلقت منذ تأسيسها حملات عنصرية متواصلة لتحقيق أهدافها، وتتركز حول الدعوة الصريحة إلى طرد جميع العرب من أرض فلسطين التاريخية، وتتبنى خطاب العنصرية والكراهية شعاراً وعملاً ضد العرب والفلسطينيين، وتنفيذ الاعتداءات الجسدية والتحريض الدموي عليهم، لا سيما في القدس المحتلة، حيث تُعتبر المحرك الأساسي للمستوطنين، وحركات اليمين المتطرف في تحريضها على الاقتحامات الجماعية للمسجد الأقصى، وإقامة الطقوس والشعائر التلمودية في ساحاته، وتدعو علانية إلى هدم المسجد الأقصى.
4- منظمة «نحالا»:
تأسست في عام 2005م على يد المستوطن المتطرف موشيه ليفنجر، عرّاب الاستيطان في الخليل، وأحد أبرز مؤسسي منظمة «غوش أمونيم»، والمستوطنة دانييلا فايس التي تقود الحركة الآن.
وتُعتبر امتداداً واستمراراً لأفكار منظمة «غوش أمونيم» الاستيطانية التوسعية وأهدافها، إلى جانب دعم الحركة لعصابات المستوطنين في الضفة الغربية، لا سيما «شبيبة التلال».
ساهمت في إقامة أكثر من 60 مستوطنة وبؤرة استيطانية حتى الآن، وتنشط إعلامياً في الترويج للمشاريع الاستيطانية في الضفة الغربية، وتعمل على تعزيز علاقاتها مع القيادات السياسية في «إسرائيل» وفي الجاليات والمنظمات اليهودية عبر العالم.
وتحظى المنظمة بدعم حزب «الصهيونية الدينية» وتأييده، وهو الذي يتزعمه بتسلئيل سموتريتش، أحد أبرز السياسيين «الإسرائيليين» المتطرفين من ذوي الميول الفاشية وأخطرهم، وإذ دعا إلى حرق بلدة حوارة إلى الجنوب من مدينة نابلس، في موقف أثار غضب أوساط دولية واسعة، وتهدف بأنشطتها الاستيطانية إلى الوصول إلى توطين مليوني مستوطن في الضفة الغربية.
5- تنظيم «تمرد»:
تنظيم تمرد أحد أكثر المنظمات الصهيونية إرهاباً وتطرفاً، انبثق من منظمة «شبيبة التلال» الصهيونية المتطرفة، بصورة أكثر تنظيمًا وتشددًا، ويتزعمه المتطرف مئير إتينغر حفيد الحاخام المتطرف مئير كهانا، ويضم في صفوفه شبانًا صغارًا في سن 16 إلى 25 عامًا، تختارهم بعناية فائقة قيادة التنظيم، ويعقدون اجتماعاتهم بسرية تامة.
يعمل التنظيم في الضفة الغربية، ويتركز معظم أفراده في البؤر الاستيطانية العشوائية المنتشرة على التلال والجبال الفلسطينية، ومن أبرز جرائم هذا التنظيم: إحراق عائلة دوابشة في قرية دوما جنوب نابلس، واستشهاد ثلاثة من أفرادها، وإحراق كنيسة الخبز والسمك على ضفاف بحيرة طبرية، وإحراق مركبات وممتلكات فلسطينية في بلدتي حوارة وبورين جنوب نابلس.
6- مليشيا «نيتساح يهودا»:
كتيبة عسكرية تتبع للواء كفير في جيش الاحتلال، تأسست في عام 1999م.
يخدم في هذه الكتيبة يهود متطرفون متعصبون دينياً، وينتمي القسم الأكبر من جنودها إلى عائلات مستوطنين، ويسكنون في البؤر الاستيطانية العشوائية في الضفة الغربية، وهي أقرب إلى مليشيا مسلحة، يُشرف عليها الحاخامات، وتطورت تحت أنظار جيش الاحتلال، ويتلقى أفرادها بشكل دوري محاضرات ودروساً ومواعظ دينية من الحاخامات، وقادة المستوطنين الذين يزورنهم في مقر الكتيبة.
وتنشط في شمال الضفة الغربية، وتضم قرابة 1000 جندي، وينفذ جنودها اعتداءات وحشية ضد الفلسطينيين، كان آخرها عملية الإعدام الميداني بحق الشهيد المسن عمر أسعد البالغ من العمر 80 عاماً من قرية جلجليا قرب رام الله.
7- منظمة «لافاميليا»:
واحدة من أنشط المنظمات اليهودية العنصرية وأخطرها الساعية إلى تأجيج الصراع مع الفلسطينيين على طرفي أراضي عام 1948م، وفي مدينة القدس.
وتُعتبر هذه المنظمة أرضية خصبة لخلق بيئة وحاضنة لممارسة الإرهاب والعنصرية ضد الفلسطينيين والعرب.
وقد تأسّست في عام 2005م على يد نشطاء وأعضاء يهود كرابطة مشجعين لفريق «بيتار» القدس لكرة القدم.
وعلى رغم ترويج المنظمة لنفسها على كونها رابطة مشجعين للفريق «الإسرائيلي»، فإن عناصرها يُشتهرون بعنصريتهم الفجة، ضد كل ما هو غير يهودي، ويتصدر خطابهم العنصري وسلوكهم الهمجي العلني وعمليات الإرهاب والتخريب التي تطال كل ما هو عربي فعالياتهم وأنشطتهم كافة داخل الملاعب وخارجها.