خلال أغسطس الجاري، نظمت «شعبة الشباب المسلم» (Young Muslim)، وهي فرع من منظمة «الحلقة الإسلامية في اليابان»، مخيماً لأبناء المسلمين تحت عنوان «مخيم اليافعين»، بمشاركة 90 صبياً و20 فتاة، على مدى يومين.
ويأتي المخيم الذي تم تنظيمه في مسجد «باب الإسلام» ضمن جدول النشاط السنوي لأنشطة الحلقة، ويتضمن أنشطة إسلامية وتربوية متنوعة، مثل دروس القرآن والصلوات ودروس السيرة وأنشطة رياضية.
ويعد هذا المخيم من أوائل الأنشطة العامة لـ«الشباب المسلم» بعد قيود جائحة كورونا في اليابان، إذ كان النشاط يقتصر فقط على التجمع في 4 مساجد، وتقام الأنشطة التربوية للأبناء ورعايتهم إسلامياً وتربوياً، وخلال العام الجاري (2023م) سبق أن تم جمع نحو 60 من أبناء المسلمين؛ بنين وبنات، في اجتماع عام خلال يناير ومايو الماضيين.
كما ذكرنا أن «الشباب المسلم» شعبة ضمن «الحلقة الإسلامية في اليابان» (Islamic Circle Of Japan)، فماذا عن هذه الحلقة؟ ومتى تأسست؟ وما جهودها في خدمة الإسلام في اليابان؟
في مقابلة مع «المجتمع»، يقول عبدالله ميازاوا، نائب رئيس الحلقة: إن منظمة الحلقة الإسلامية لجنة دينية مسجلة رسمياً في اليابان، تأسست عام 1991م، وتتنوع أنشطتها بين إدارة المساجد وخدمة الجالية المسلمة، ودعوة غير المسلمين وتصحيح المفاهيم المغلوطة عن الإسلام، بجانب الأنشطة التربوية لأبناء المسلمين.
والحلقة تدير حالياً 12 مسجداً ومصلى في مدن مختلفة باليابان، وتهدف لدمج المسلمين في اليابان بشكل إيجابي من خلال التفاعل مع المجتمع الياباني كمكون من مكوناته، وفي نفس الوقت الحفاظ على الهوية الإسلامية للمجتمع المسلم.
القصة من البداية
يعود بنا ميازاوا إلى نقطة البداية، فيقول: عندما جئنا إلى اليابان كان هناك مسجدان فقط؛ هما «جامع طوكيو»، و«مسجد كوبه»، ونحن لم نكن نعرف شيئاً عن ديننا بهذا الشكل، ففكرنا كيف نحافظ على أنفسنا وديننا كشباب مسلم في هذا المجتمع الجديد، فكنا نستأجر حديقة صغيرة أو قاعة لإقامة صلاة الجمعة ودروس القرآن.
أول مسجد
إلى أن جاء عام 1997م، حينها أسسنا أول مسجد بإشراف الحلقة الإسلامية، وهو مسجد «حراء» قرب العاصمة طوكيو، وفي العام التالي (1998م)، أسسنا مسجد «دار الأرقم» في طوكيو.
والحلقة، عدد أعضائها 200 شخص، تُجرى فيها انتخابات كل عام لاختيار الرئيس و12 عضواً كمجلس شورى، ثم يختار الرئيس المنتخب من بين الـ12 معتمداً عاماً له، و3 نواب، ولكل شخص دوره سواء جغرافياً أو دعوياً، فكل شخص في الحلقة مسؤول عن منطقة جغرافية ودعوية في اليابان بحكم مكان إقامته، والمنطقة تسمى باسم أحد الصحابة.
أنشطة الحلقة
تنظم الحلقة العديد من الأنشطة، مثل: حلقات ودروس القرآن مساء بعد صلاة العشاء في المساجد، جمع أبناء المسلمين كل سبت في أنشطة جماعية للأبناء والشباب، دروس السيرة النبوية، وهذه تتم في قاعة كبيرة تابعة للبلدية بحضور نحو 500 شخص من فئات متنوعة؛ أطفالاً ورجالاً ونساء، تنظيم مخيم للعائلات في أيام العطلات بحضور نحو 800 شخص، تنظيم الإفطارات الرمضانية سواء إفطار يومي في مساجد الحلقة أو إفطار عام، وتتم خلاله دعوة مسلمين وغير مسلمين، ويحضره نحو 1000 ألف شخص.
جيل جديد
وعن مخيمات اليافعين، يوضح ميازاوا أنه عندما تزوجنا وأصبح لنا أبناء، فكان السؤال: كيف نحمي أبناءنا وننشئهم تنشئة إسلامية صحيحة ونجعلهم فاعلين أيضاً في المجتمع؟ فبدأنا وقتها بتدريس القرآن؛ تعليماً وتجويداً وتلاوة وتحفيظاً، للأبناء بعد انتهاء اليوم الدراسي يومياً عدا الأحد.
ثم بدأنا في التوسع في أنشطة الأبناء، فأسسنا «شعبة الشباب المسلم» (young Muslim) في عام 2008م، وبدأنا بعمل مخيمات ورحلات وبرامج تربوية للشباب، وأرسلنا مجموعات منهم في رحلات إلى الولايات المتحدة وماليزيا وباكستان، وأيضاً برنامج عمرة للملكة العربية السعودية.
وفي هذه الرحلات كان الوفد يضم شباباً وفتيات، وأعمارهم من المرحلة الإعدادية إلى الجامعة، وكان الهدف أن يتعرف أبناؤنا على المجتمعات المسلمة في هذه الدول، ويتعرفوا على أنشطة دعوة غير المسلمين.
إلى العمل
ثم تخرج أول جيل من أبنائنا من الجامعات، فأردنا أن يتولوا مسؤولياتهم ويشاركوا في العمل الإسلامي بجانب حياتهم اليومية حتى لا تضيع هويتهم في زحمة الحياة، ويقوموا بدورهم في خدمة دينهم، فأصبحوا أعضاء في الحلقة، وأسسنا «شعبة الجيل القادم» (next generation) في عام 2020م؛ ليقوم الأبناء بدورهم وتولي رعاية الأجيال الجديدة من أشقائهم وأبناء المسلمين، وأصبح تلاميذ الحلقة بالأمس هم كوادر ضمن فريقها اليوم.