أمام الحملات المتواصلة التي تطعن في الإسلام وتحاول بشتى الطرق تشويه رسالته السامية، وفي ظل تحديات جسيمة تواجه العالم الإسلامي، تبرز مؤسسات دعوية خليجية وعربية للذود عن كتاب الله، وسُنة رسوله، فضلاً عن جهودها في نشر الوعي ومساعدة المحتاجين وتنمية المجتمعات العربية والمسلمة.
«المجتمع» تلقي الضوء على بعض النماذج من تلك المؤسسات التي سطرت مسيرة من النجاح دعوياً واجتماعياً وثقافياً، وباتت تؤدي دوراً مؤثراً في محيطها المحلي والإقليمي والعالمي:
1- الرابطة الإسلامية العالمية:
تعد من أشهر وأكبر المؤسسات الدعوية العالمية، وتتبنى برامج دعوية وتعليمية واجتماعية وإغاثية وتنموية في 95 دولة حول العالم، حيث تعمل على إيضاح حقيقة الإسلام، وتعليمه بطرق مبتكرة ومناسبة للعصر الحديث، وتعزيز الصداقة بين الشعوب، وتتخذ من مكة المكرمة مقراً لها.
وبحسب موقعها الإلكتروني، فإن أهداف الرابطة، إلى جانب التعريف بالإسلام وبيان قيمه السمحة، الحفاظ على الهوية الإسلامية للأمة، وتعزيز مكانتها في العالم وتحقيق وحدتها، والاهتمام بالأقليات المسلمة وقضاياها، والعناية بالتواصل الحضاري ونشر ثقافة الحوار، وترسيخ مفاهيم الوسطية والاعتدال في وعي الأمة المسلمة، وبذل الجهود الممكنة في علاج وحل قضايا المسلمين.
2- جمعية الإصلاح الاجتماعي:
واحدة من أعرق المؤسسات والجمعيات ذات التوجه الإسلامي في الخليج العربي، مقرها الكويت، لكن عملها يمتد إلى الكثير من دول العالم، منذ تأسيسها في عام 1963م، كامتداد لجمعية الإرشاد التي أُسست في عام 1952م، وكانت أول جمعية ذات مرجعية إسلامية في دولة الكويت.
تعرف نفسها بأنها جمعية نفع عام تخدم العديد من الجوانب الاجتماعية والثقافية والخيرية في المجتمع، وتشمل أهدافها محاربة الرذائل الاجتماعية والنشاطات غير الأخلاقية، وإرشاد الشباب نحو طريق الاستقامة، وإيجاد حلول لبعض المشكلات المعقدة التي تواجه المجتمعات المسلمة، وحماية الدين ونشر الفضيلة، وتوحيد الأمة تحت راية القيم الإسلامية.
أدت دوراً مؤثراً إبان الغزو العراقي للكويت مطلع تسعينيات القرن الماضي، عن طريق توفير المساعدات المالية للأسر المتضررة، وتزويد المستشفيات بالأدوية والأطعمة، وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي للكويتيين.
وتعمل الجمعية حالياً على تقديم الخدمات في مجالات البنية التحتية للمدارس والمستشفيات، وفي المجال الديني ببناء المساجد وتحمل تكاليف الدعوة والحج، وتقدم خدمات أخرى في مجالات الصحة والتعليم، وإغاثة المحتاجين في دول عربية كسورية والصومال وقطاع غزة.
3- الجمعية الشرعية لتعاون العاملين بالكتاب والسُّنة المحمدية:
هي واحدة من أقدم الجمعيات الدعوية في العالم العربي، وهي جمعية مصرية أسسها العالم الأزهري محمود خطاب السبكي، عام 1912م؛ بهدف الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، وإحياء الإيمان في النفوس، ومساعدة غير القادرين، ومد يد العون للمحتاجين.
ويقول الموقع الرسمي للجمعية: إن أهدافها تتمثل في إقالة عثرات المحتاجين، والمشاركة في تنمية المجمع، وتقديم نموذج حضاري في العمل الخيري، وتتخذ الجمعية مسارين أساسيين في إطار عملها؛ وهما الدعوة القولية بالحكمة والقول اللين، والدعوة التطبيقية بالمشروعات الاجتماعية، والتنموية، والطبية.
4- جماعة الدعوة والتبليغ:
تعد من بين أشهر وأكبر الحركات الدعوية الإسلامية، وتعمل بشكل أساسي على تعزيز المعرفة الدينية وتصحيح مفاهيم وممارسات الدين بين المسلمين، تأسست في باكستان عام 1946م على يد أبو الأعلى المودودي، وانتشرت لتصبح حركة دعوية عالمية تضم ملايين المؤيدين في مختلف أنحاء العالم.
وللجماعة تنظيم هيكلي وشبكة مدارس ومساجد ومراكز ثقافية تقدم برامج تعليمية وتثقيفية متنوعة للأفراد من مختلف الفئات العمرية، تشمل دروسًا عن القرآن الكريم والحديث النبوي والفقه والتفسير، بالإضافة إلى برامج تعليمية تربوية للأطفال.
ولها أيضاً أنشطة اجتماعية وخدمية، من خلال تنظيم الفعاليات الاجتماعية التي تجمع المسلمين معًا، مثل المآدب الرمضانية والمسابقات الدينية، كما تقدم الدعم والمساعدة في المجالات الاجتماعية والخدمية، مثل المساعدة الطبية والمساعدات الإنسانية.
5- جمعية الأمانة للدعوة والإرشاد:
هي إحدى الجمعيات الدعوية المعروفة في المملكة العربية السعودية، وهي جزء من الهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسُّنة، تأسست عام 1979م، وتعمل على نشر الدعوة الإسلامية وتوجيه الناس نحو فهم صحيح للإسلام وممارسة العبادات بطريقة صحيحة، ولها تأثير واسع في المجتمع السعودي وخارجه.
تنظم الجمعية دورات تعليمية وتثقيفية، وتقدم خدمات استشارية دينية للأفراد، إلى جانب ذلك تقوم بالعديد من الأنشطة الخيرية والاجتماعية، وتوزيع المساعدات الغذائية والملابس والإعانات المالية للمحتاجين والمشاركة في برامج الإغاثة والتنمية.
6- مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار:
هو أحد أشهر المراكز العالمية، وهو منظمة دولية تأسست في عام 2012م بمبادرة من السعودية، وبدعم من النمسا وإسبانيا، يضم أكثر من 60 قائداً دينياً من الخلفيات الدينية والثقافية الرئيسة في العالم، ويعمل على تعزيز الحوار بين الأديان والثقافات، وتعزيز التعاون في القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وينظم المركز ورش عمل وندوات ومؤتمرات وتدريبات يجتمع فيها ممثلو الأديان المختلفة، وتهدف إلى تعزيز الحوار والتفاهم والاحترام المتبادل.