لأكثر من 70 عاماً، حظي قادة وزعماء الكيان الصهيوني بسجل حافل من ارتكاب أبشع المجازر والمذابح ضد الشعب الفلسطيني.
في هذا التقرير، نسلط الضوء على عدد من هؤلاء الصهاينة الذين تلطخت أيديهم بدماء الفلسطينيين الأبرياء، وسلبوا أراضيهم.
بن غوريون.. أول رئيس حكومة صهيونية
ولد حاييم أفجدور جرين (ديفيد بن غوريون) في بولنسك (بولندا الآن) التابعة لروسيا عام 1886م، وهاجر إلى فلسطين عام 1906م، وهو أحد أبرز مؤسسي الكيان الصهيوني وأول رئيس لحكومته.
أصبح بن جوريون في بداية العشرينيات أحد أبرز زعماء الاستيطان، وقاد المؤسسات الرسمية للاستيطان وللحركة الصهيونية في صراعها من أجل الموافقة على خطة تقسيم الأراضي الفلسطينية من قبل الأمم المتحدة.
عمل بن جوريون على تشجيع الهجرة اليهودية إلى الكيان الصهيوني حتى وصل عدد المهاجرين إلى قرابة المليون من أوروبا الشرقية والبلدان العربية وغيرها.
وانتخب خلال المؤتمر الصهيوني الثاني والعشرين وزيراً للدفاع إلى جانب رئاسته للإدارة الصهيونية العامة، حيث قام بتحضير القوات اليهودية المختلفة لبدء الهجوم على العرب الفلسطينيين مباشرة بعد صدور قرار التقسيم.
جولدا مائير.. داعمة العصابات الصهيونية
رابع رئيس وزراء للحكومة الصهيونية بين 17 مارس 1969 حتى 1974م، وهي المرأة الوحيدة التي تولّت هذا المنصب.
انضمت مائير قبل قيام الكيان الصهيوني عام 1948م إلى حزب «عمال صهيون» بالولايات المتحدة التي جاءتها عام 1915م قادمة من روسيا، وبعد أن هاجرت إلى فلسطين عام 1921م عملت في حركة الكيبوتس وترأست اللجنة السياسية للوكالة اليهودية، واختيرت عضواً في الكنيست.
وقد استطاعت أن تجمع أموالاً طائلة من اليهود المقيمين في الولايات المتحدة، واشترت بها أسلحة ومعدات حربية دعماً للعصابات الصهيونية.
قالت مائير بعد حرق المسجد الأقصى في أغسطس 1969م: «لم أنم طوال الليل، كنت خائفة من أن يدخل العرب «إسرائيل» أفواجاً من كل مكان، ولكن عندما أشرقت شمس اليوم التالي علمت أن باستطاعتنا أن نفعل أي شيء نريده».
مناحم بيجن.. مؤسس منظمة «أرغون»
ولد مناحم بيجن يوم 16 أغسطس 1913م في مدينة بريست لتوفيسك في روسيا البيضاء.
وكون بيجن فور وصوله إلى فلسطين عام 1942م منظمة عسكرية صهيونية أطلق عليها اسم «أرغون»، إذ عملت على تهجير الفلسطينيين من ديارهم، وبالموازاة مع ذلك نشطت في تنظيم هجرة اليهود من أوروبا وروسيا إلى الأراضي الفلسطينية.
ومن أشهر ما خلفته هذه المنظمة العسكرية في تاريخ الصراع العربي «الإسرائيلي» مذبحة دير ياسين يوم 17 سبتمبر 1948 التي راح ضحيتها أكثر من 360 فلسطينياً.
من أقواله العدائية على الفلسطينيين أثناء خطاب موجه للكنيست في 25 يونيو 1982م: «الفلسطينيون وحوش تمشي على قدمين».
كما كان بيجن اليد في حدوث مذبحة صبرا وشاتيلا، ونفذت في مخيمي صبرا وشاتيلا لللاجئين الفلسطينيين عام 1982م، واستمرت لمدة ثلاثة أيام راح ضحيتها ما يقرب من 3500 وآلاف المصابين من الرجال والأطفال والنساء والشيوخ المدنيين العزل.
ومن بين المجازر التي ارتكبها بيجن، احتلال جنوب لبنان عام 1982م.
شمعون بيريز.. قاتل الأطفال
ولد شمعون بيريز يوم 2 أغسطس 1923م في بولندا، وهاجر مع عائلته إلى فلسطين عام 1934م، وكان عضواً ضمن عصابة «الهاغاناه» التي نفذت مجازر ومذابح بحق العرب والفلسطينيين أشهرها مجزرة قانا الأولى بجنوب لبنان في أبريل 1996م ليستحق بعدها لقب «قاتل الأطفال».
يعرف بأنه من مهندسي العدوان الثلاثي على مصر عام 1956م، ومطلق الاستيطان في الضفة الغربية.
شغل بيريز على مدى خمسة عقود مناصب قيادية ووزارية، مدنية وعسكرية، وكان الوحيد الذي تولى منصبي رئاسة الكيان ورئاسة الوزراء، وطيلة تلك العقود، كان شاهداً ومشاركاً ومهندساً للعديد من الجرائم.
ومن أبرز المجازر التي ارتكبها بيريز مجزرة قانا بجنوب لبنان في أبريل 1996م، ومجزرة جنين في الفترة من 1 إلى 12 أبريل 2002م، والعدوان على غزة من 27 ديسمبر 2008 إلى 18 يناير 2009م حينما كان رئيساً للكيان، أسفر عن استشهاد 1417 فلسطينياً على الأقل، من بينهم 926 مدنياً و412 طفلاً و111 امرأة، وإصابة 4336 آخرين.
شارون.. عراب الاغتيالات
ولد أرييل صموئيل مردخاي شرايبر المعروف بأرييل شارون يوم 27 فبراير 1928م بقرية ميلان الفلسطينية -أصبحت فيما بعد مستوطنة كفر ملال- لأسرة من أصول بولندية عملت في مزارع الموشاف بفلسطين بعد أن فرت إليها خوفاً من بطش النازيين.
ارتكب عدة مجازر أبرزها مجزرتا قبية في الأراضي المحتلة عام 1953م، وصبرا وشاتيلا في لبنان عام 1982م، ومحاولات قمع «انتفاضة الأقصى» التي بدأت شرارتها الأولى مع اقتحامه للمسجد الأقصى يوم 28 سبتمبر 2000م.
ولعل أبرز الجرائم التي تنسب له قبل «انتفاضة الأقصى» قيادته عام 1982م الاجتياح الصهيوني للبنان عندما كان وزيراً للدفاع، الذي أدى إلى إخراج المقاومة الفلسطينية من لبنان إلى تونس.
ومن أجل قمع قادة حركات المقاومة وعلى رأسها حركة «حماس»، اتبع شارون سياسة الاغتيالات التي كان أبرز ضحاياها القائد د. إبراهيم المقادمة، وقد قتلته قوات الاحتلال وثلاثة من مرافقيه في قصف بأربعة صواريخ جو-أرض من مروحيات «أباتشي» قرب حي الشيخ رضوان في مدينة غزة.
وتبع المقادمة اغتيال المهندس إسماعيل أبو شنب، العضو البارز بـ«حماس» وأحد قيادييها، في هجوم صاروخي نفذته مروحيات «أباتشي» على سيارته في غزة، واغتيال الشيخ أحمد ياسين فجر 22 مارس 2004م، عندما استهدفته ثلاثة صواريخ لحظة خروجه من مسجد المجمع الإسلامي الذي أسسه في غزة بعد أن أدى فيه صلاة الفجر.
نتنياهو.. الأكثر تطرفاً
ولد بنيامين نتنياهو يوم 21 أكتوبر 1949م في مدينة يافا، لأب من أصل بولندي وأم أمريكية يهودية تدعى زيلا سيغال، وورث عن والده العقيدة اليهودية المتشددة وكره العرب والمسلمين.
تبنى نتنياهو سياسة الاستيطان في القدس الضفة الغربية بشكل واسع، وصادق على عدد من قرارات الاستيطان، كما تزايدت في عهده الاقتحامات للمسجد الأقصى وتهجير الفلسطينيين من القدس ومناطق أخرى.
شن منذ أن شكل حكومته في عام 2009م موجات من الحملات السياسية والإعلامية التحريضية ضد الفلسطينيين، مطالباً إياهم والعرب بالاعتراف بـ«إسرائيل» دولة يهودية.
وفي 23 نوفمبر 2014م صوتت حكومة نتنياهو على قانون يعتبر «إسرائيل» دولة قومية لليهود، وبموجب هذا القانون يكون التعريف بـ«إسرائيل» في القوانين الأساسية التي تحل محل الدستور «دولة قومية للشعب اليهودي»، بدلاً من «دولة يهودية وديمقراطية»، مما يفتح الباب على إضفاء الطابع المؤسساتي على التمييز ضد العرب.
ومن أبرز جرائمه الهجوم على «أسطول الحرية»، فجر 31 مايو 2010م، الذي كان يتألف من 6 سفن عربية ودولية، وكانت تحمل مواد إغاثة ومساعدات إنسانية ونحو 750 ناشطاً حقوقياً وسياسياً بينهم صحفيون يمثلون وسائل إعلام دولية، حاولوا التوجه إلى قطاع غزة وكسر الحصار المفروض عليه.
وشن نتنياهو في الفترة الثانية لتوليه منصب رئاسة الوزراء 6 حروب على قطاع غزة، هي:
1- حرب عام 2012م، أطلق عليها الصهاينة اسم «عمود السحاب»، فيما أطلق عليها من قبل المقاومة الفلسطينية «حجارة السجيل»، واستمرت 8 أيام واستشهد فيها 180 فلسطينياً، بالإضافة إلى إصابة ما يقارب 1300 آخرين، أما على الجانب الصهيوني فقد قتل جنديان و4 مدنيين وأصيب 625 آخرين.
2- حرب عام 2014م، أطلق عليها الصهاينة «الجرف الصامد»، فيما سمتها المقاومة «العصف المأكول»، واستمرت 51 يوماً، وأدت إلى استشهاد 2322 فلسطينياً وإصابة 11 ألفاً آخرين، فيما قتل 68 جندياً صهيونياً و4 مدنيين وجرح 2522 آخرون.
3- حرب عام 2019م، سماها الفلسطينيون معركة «صيحة الفجر»، واستشهد خلالها 34 فلسطينياً وجرح أكثر من 100 آخرين، فيما تكتم الكيان الصهيوني على خسائره.
4- حرب عام 2021م، أطلق عليها الاحتلال اسم «حارس الأسوار»، وسماها الفلسطينيون «سيف القدس»، واستشهد في هذه الحرب أكثر من 250 فلسطينياً، وأصيب أكثر من 5 آلاف شخص، فيما قتل 12 صهيونياً وأصيب ما يقارب 330 آخرين.
5- حرب عام 2022م، وسماها الاحتلال «الفجر الصادق»، وسماها المقاومون «وحدة الساحات»، وأدت إلى استشهاد 24 فلسطينياً وإصابة 203 بجروح مختلفة.
6- حرب 7 أكتوبر 2023م، أطلق عليها الاحتلال «السيوف الحديدية» رداً على معركة المقاومة «طوفان الأقصى» التي أطلقتها «كتائب القسام»، وأدت إلى استشهاد أكثر من 11 ألف فلسطيني بينهم 4710 أطفال خلال 1200 مجزرة ارتكبها الاحتلال منذ بدء العدوان وإصابة نحو 30 ألف آخرين.
___________________
1- المركز الفلسطيني للدراسات «الإسرائيلية» (مدار).
2- «ويكيبيديا».
3- «الجزيرة.نت».
4- صحيفة «العربي الجديد».
5- موقع «بوابة الفجر».