تاريخيًا، كانت مراقبة الأبناء و”التجسس” عليهم وسيلة تقليدية يستخدمها الأهل لحماية أطفالهم، خاصة في فترة المراهقة ورغم أن التكنولوجيا قد زادت من تعقيدات هذه المسألة وأضافت مخاطر جديدة، إلا أن مفهوم خصوصية الطفل أصبح أكثر أهمية في ظل التربية الحديثة فهل يجب على الأهل الالتزام بحقوق الخصوصية لأطفالهم رغم التحديات التي قد يواجهونها؟ أم أن المراقبة لا تزال جزءًا لا يتجزأ من رعاية الأطفال وتحميلهم المسؤولية من المخاطر؟
في الماضي القريب، كان الطفل يعيش في بيئة تحيط به الحماية من قبل أفراد عائلته والمجتمع المحيط وكانت العلاقات الأسرية والروابط الاجتماعية القوية تشكل درعًا قويًا لحماية الطفل، حيث كان من الصعب على الصغير أن يتورط في سلوك يعرضه للخطر دون اكتشافه وتدخل فوري.
مع تطور الزمن وتغير الظروف الاجتماعية، أصبحت العلاقات الأسرية أقل تعقيدًا، وزاد اقتحام التكنولوجيا حياتنا بأكملها ونتيجة لذلك، تغيرت طبيعة العلاقة بين الأهل والأطفال هل يجد الأهل أنفسهم في مأزق بين احترام خصوصية الطفل وحمايته من المخاطر؟
وبسؤال أستاذ علم النفس في جامعة الكويت، الدكتور خضر البارون عن تأثير التقنيات الحديثة على حياة الأطفال أشار إلى أن بعض الأطفال أصبحوا منعزلين عن حياتهم الاجتماعية الطبيعية، وأصبحوا يرفضون الأكل إلا إذا كان الجهاز أمامهم.
وأكد البارون أن التقنيات الحديثة قد تؤدي إلى اضطرابات في فترات نوم الأطفال، حيث يتعرضون لأحلام مشوشة واضطرابات في النوم.
يشدد البارون في تصريح لـ المجتمع على أهمية مراقبة ومتابعة أولياء الأمور لأطفالهم في استخدام الهواتف النقالة وعدم تركهم يتحدثون بها لساعات متأخرة من الليل، حيث يؤدي ذلك إلى اضطرابات في النوم تؤثر على تحصيلهم الدراسي ويُشجع على تحديد فترة زمنية محددة للحديث بالهاتف.
ويُؤكد البارون على ضرورة وضع ضوابط للأطفال البالغين عشر سنوات عند امتلاكهم للهواتف المحمولة، مثل مساهمتهم في دفع تكاليف الجوال وفواتير المكالمات، بهدف تعزيز شعورهم بالمسؤولية وتشجيعهم على اكتساب توجهات إيجابية في التعامل مع هذا الجهاز.