إزاء الأحداث الجارية في غزة، خاصة ما يتعرض له الأطفال والنساء من قصف «إسرائيلي» متواصل للشهر الثالث على التوالي، من المهم تعليم طفلك مهارة التعاطف مع الآخرين؛ لمشاركة المشاعر وتقديم المساعدة لإخوانه في فلسطين.
يقول خبراء علم النفس: إن تعلم التعاطف في وقت مبكر يجعل الطفل أكثر لطفاً وتفهماً واحتراماً لمشاعر الآخرين، كما يساعده ذلك على بناء قدرات التواصل والقدرة على تكوين صداقات والاندماج مع محيطه الاجتماعي.
ويعزز التعاطف من قدرة الأطفال على إبداء وتقديم الدعم المعنوي لصديق عبر العناق مثلاً، أو مشاركته اللعب، أو مؤازرة طفل مثله، حتى لو كان في بلد آخر.
ومن الطرق التي ينصح بها لتعزيز مشاعر التعاطف لدى طفلك، بناء علاقة حب آمنة وقوية بين الوالدين والأطفال، وأن تعمل الأسرة على إظهار التعاطف الصادق مع الآخرين، ممن تصيبهم النوائب وتلاحقهم المصائب.
ومن المهم إعطاء فرصة للطفل لكي يظهر مشاعره، وتجنب لومه عند إظهار مشاعر الحزن أو الغضب؛ لأن المشاعر السيئة جزء من الحياة وعلى الطفل أن يتعلم كيف يتعامل معها.
ووفق دراسات تربوية، تعد واحدة من أفضل طرق تشجيع التعاطف وتنميته؛ هي جعل الطفل يدرك الأشياء المشتركة بينه وبين الآخرين، بشكل يجنبه الأنانية ويعزز لديه حب الآخرين.
وينصح خبراء التربية بتقليل وقت مشاهدة التلفاز والألعاب الإلكترونية واستخدام الشاشات بشكل عام، ومنح الأطفال وقتاً وفرصاً أكبر للتواصل الاجتماعي الفعلي واللعب من أجل تنمية مشاعر التعاطف.
ويمكن للوالدين تعليم الطفل التعاطف عن طريق زراعة النباتات ورعايتها ومراقبة نمو الزهور الصغيرة؛ ما يعزز شعور الطفل بالتعاطف، بالإضافة إلى تعزيز شعوره بالإنجاز، وكذلك رعاية الحيوانات الأليفة لتنمية مشاعر التعاطف لدى الأطفال.
كذلك يمكن من خلال النقاش الثري، وشرح أبعاد القضية الفلسطينية مثلاً، أن ينمو شعور التعاطف لدى الطفل، عندما يعلم مدى معاناة أطفال فلسطين، وتدمير بيوتهم ومدارسهم، وحثه على دعمهم عبر التبرع مثلاً بشيء بسيط من مصروفه الشخصي.