من حق الطفل أن يلهو ويلعب، ومن حقه أن يجرب الأشياء حوله، مع أجواء من مراقبة الوالدين، حتى يتعلم الصواب من الخطأ، وحتى تتطور معارفه، وينمو إدراكه.
لكن تلك المرحلة الحساسة في حياة الطفل تخلف وراءه كماً من النفايات والألعاب القديمة، والملابس وغيرها، مما يملكه الصغير خلال سنوات عمره الأولى، وهو ما يجب معه تعليمه الترشيد، وإعادة التدوير، والحفاظ على النعمة وصونها.
ويعزز إعادة التدوير فكرة الإنتاجية لدى الأطفال، وينمي لديه الشعور بالإنجاز والكفاءة الذاتية، كذلك يكسبه ذلك مهارات إدارة الموارد، والمال، والوقت.
وينصح الخبير الأسري أحمد سريوي، في حديثه لـ«الجزيرة»:
أولاً: ضرورة تعليم الطفل مبدأ حفظ النعمة، والمحافظة على ما يمتلكه من أشياء، سواء أكانت ألعاباً أم ملابس أم غيرها، وعدم الإسراف في استخدامها.
ثانياً: تنمية حس مبدأ الترشيد لدى الطفل، مع تعليمه طرق إعادة التدوير للأغراض التي لم تعد تؤدي الدور الذي تم شراؤها لأجله.
وينعكس هذا السلوك مستقبلاً في دفع الطفل نحو إدارة أموره المالية بشكل أفضل ورفع قدرته على التكيف مع الظروف الاقتصادية المختلفة، وتنمية ثقافة الادخار لديه، وتعليمه الوسطية والاعتدال التي وصى بها القرآن الكريم والسُّنة النبوية.
ثالثاً: يجب حث الطفل على ترتيب الألعاب، وعدم استخدامها جميعها في وقت واحد، وهو ما يساعد الطفل على النظام، وعدم تضييع الأشياء التي تخصه، وعدم تنزيل ألعاب حاسوب أو هاتف إضافية قبل أن ينهي الألعاب الموجودة
رابعاً: من المهم تربوياً إشراك الأطفال في أعمال الترشيد ومنع النفايات وإعادة التدوير، وذلك من خلال ترتيب أغراض المنزل، وفرز النفايات، وإصلاح ما يمكن تصليحه، وبيع الأشياء التي لم تعد صالحة للاستخدام، أو التبرع بما هو فائض عن حاجته للجمعيات الخيرية.
مثلاً تتراكم كميات كبيرة من الكتب والأدوات المدرسية لدى الطفل، ما يحتاج إلى فرز وتصنيف، جزء يمكن الاستفادة منه العام المقبل، وآخر يمكن التبرع به، وثالث مثل الأوراق المكتوب عليها؛ ويمكن إعادة تدويرها بصنع أشكال ورقية على هيئة ألعاب أو تنفيذ نشاط قص الورق بمقص الأشكال المتعددة.
خامساً: عوّدي طفلك قبل وضع قائمة التسوق، على التحقق من الملابس التي يملكها، وكذلك الألعاب المكررة أو قريبة الشبه في فكرتها، بحيث يتم توجيه نظره لشيء جديد، لا أن يكون مستهلكاً فقط.
سادساً: من الأهمية مبكراً، إثارة انتباه الطفل دون كلام، إلى فكرة الترشيد وتجنب الهدر، من خلال تقديم الطعام دون إسراف، وتخزين بقايا الطعام في الثلاجة، وإصلاح الملابس والأحذية بدلاً من التخلص منها وشراء أشياء جديدة، وزراعة الخضراوات والفواكه في الفناء الخلفي للمنزل.