يهوى الشباب، خاصة في مرحلة المراهقة، اكتساب جسم رياضي، وعضلات مشدودة، وقد يتجهون مبكراً خلال المرحلتين الثانوية والجامعية إلى ممارسة تدريبات القوة ورفع الأوزان الثقيلة وغيره.
وقد حث الإسلام على تعلم السباحة والرماية وركوب الخيل، وحذر من كثرة الطعام والشبع والتخمة والكسل، بل دعا إلى تنظيم الأكل والشرب والتنفس، حفاظاً على جسد الإنسان، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما ملأ آدمي وعاءً شراً من بطنه، بحسب ابن آدم أكلات يقمن صلبه، فإن كان لا محالة فثلث لطعامه، وثلث لشرابه، وثلث لنَفَسه» (رواه أحمد والترمذي).
وفي السياق ذاته، تنصح هولي بنجامين، أستاذة جراحة العظام وطب الأطفال، مديرة الطب الرياضي للرعاية الأولية في جامعة شيكاغو، بأن تبدأ تدريبات القوة من تمارين الضغط وتمارين البطن والوقوف على اليدين.
ويمكن للأطفال الذين تقل أعمارهم عن 7 سنوات الالتزام بهذه التدريبات، مع تجنب ممارسة ألعاب رفع الأوزان وغيره، التي لا تناسب هذه السن، ولا ينصح بها في تلك المرحلة العمرية.
ويجب الأخذ في الاعتبار أن الأطفال الذين لم يمروا بمرحلة البلوغ من غير المحتمل أن يروا زيادة كبيرة في العضلات، لكن التمارين المشار إليها سالفاً، مع ممارسة كرة القدم مثلاً، ستعمل على تحسين لياقة القلب والأوعية الدموية وكثافة العظام.
أما من هم في سن العاشرة، فإنهم لن تتضخم عضلاتهم، ولكن على المستوى المجهري ستتعلم الخلايا العصبية أن تحفز العضلات بسرعة أكبر، وفق «وول ستريت جورنال».
وعند سن الـ14 أو الـ15 عاماً، مع قرب البلوغ بالنسبة للشباب، يمكن البدء في اعتماد تمارين القوة، وبناء العضلات تحت إشراف المختصين من المدربين؛ لأن الأخطاء المتعلقة بتلك الألعاب قد تتسبب في إصابة ما.
ومن المهم التأكيد أن لياقة الجسم ككل لا تشمل رفع الأثقال على الإطلاق، بل يمكن تقوية الذراعين مثلاً عبر تدريبات متنوعة، مع تعلم الأساسيات المتعلقة برياضات القوة مثل رفع الأثقال والمصارعة والملاكمة وغيرها.
تضيف بنجامين: لقد رأيت المدربين يعلمون الأطفال على رفع الأثقال فوق مستوى الرأس، ورفعها في وضعية انحناء الظهر وعلى مقاعد رفع الأثقال ولكن باستخدام عصا مكنسة لتدريس الوضعية السليمة، فلا يحتاجون إلى إضافة أي وزن حتى حوالي سن 12 أو بعد البلوغ، محذرة من القيام برفعة واحدة بأقصى وزن ممكن، أو الإفراط في تمرين رفع الأثقال.
ويحذر الخبراء، الشباب خاصة، والرياضيين بشكل عام، من خسارة كتلة العضلات بسهولة في أقل من 6 أسابيع، حال عدم المداومة على تدريبات اللياقة البدنية، أو المحافظة على نظام غذائي صحي وسليم.