في هذا المقال، نستمر في عرض وسائل التدريب الآسرة للمتدربين، والجاذبة لانتباههم:
– عرض لقطات فيديو:
يعتبر عرض لقطات فيديو من أهم وسائل تثبيت المبادئ في أذهان المتدربين، وكذلك من أهم طرق كسر الروتين، وطرد الملل في الدورة التدريبية.
ولكن ليعلم أن هناك لقطات فيديو حقوقها الفكرية محفوظة، وتأتي مع المنتج التدريبي، وهناك لقطات فيديو إدارية وقيادية متاحة للجميع، وتم تحميلها على موقع «يوتيوب»، وهناك أقراص لأفلام واقعية ورائعة من إنتاج «هوليوود» وفيها لقطات متميزة، وهناك فيديوهات من إنتاج المدرب نفسه.
كذلك على المدرب أن يحرص على ألا يزيد زمن العرض لأي لقطة الفيديو على 10 دقائق؛ لأن ذلك مجلبة للملل.
مثال (1): في إحدى الدورات لشركة نفط الكويت عن فن إدارة الوقت، تم عرض لقطة فيديو من فيلم «كاست أوي» (Cast away) للممثل «توم هانكس»، كانت مدة اللقطة نحو 4 دقائق، وكانت غاية في التعبير عن أهمية الوقت، وكيفية إدارته.
عرض لقطات فيديو من أهم وسائل تثبيت المبادئ بأذهان المتدربين وكسر الروتين
مثال (2): وفي دورة ثانية لأكاديمية القادة بجمعية المعلمين، وكانت الدورة بعنوان «بناء الفريق الناجح»، تم عرض لقطة فيديو من فيلم «أبولو 13» من تمثيل «هانكس» أيضاً، وكانت مدة اللقطة نحو 5 دقائق، وكانت حول فريق العمل المكلف بإطلاق الكبسولة الفضائية إلى الفضاء الخارجي، وكانت اللقطة غاية في التعبير عن كيفية إدارة فريق العمل الناجح.
مثال (3): وفي دورة ثالثة، عقدت في مستشفى الأميري لمجموعة من الأطباء حول الشخصية الكاريزمية، تم عرض لقطة فيديو مدتها دقيقة واحدة من إنتاج المدرب نفسه، حول سمات الشخصية الكاريزمية، وكانت معبرة عن سمات الشخصية الكاريزمية.
مثال (4): وفي دورة رابعة لمركز التدريب البترولي، وكانت بعنوان «فوائد التفويض»، تم عرض لقطة فيديو مدتها 6 دقائق حول كيفية التفويض، وقد تم تحميلها على جهاز الحاسوب من موقع «يوتيوب».
مثال (5): وفي دورة خامسة لشركة دار الاستثمار، وكانت بعنوان «كيف تبرع في فن حل المشكلات؟»، تم عرض 3 لقطات فيديو للمدرب العالمي «نيدو قبين»، وكانت مدة كل لقطة 10 دقائق، وقد جاءت هذه اللقطات محفوظة للحقوق الفكرية من أمريكا مع الدورة التدريبية نفسها.
فعلى المدرب أن يبعث الحيوية في دوراته، من خلال عرض لقطات فيديو معبرة عن موضوع الدورة.
– إجراء مسابقات تدريبية:
لا بد أن يعلم المدرب أن اختبار مستوى المعرفة لدى المتدربين يتم بعدة وسائل، ومن أقوى هذه الوسائل إجراء مسابقات بين المتدربين بعد تشكيل فرق بينهم، واختيار قائد لكل فريق، واختيار راصد للدرجات لكل فريق.
فيبدأ المدرب بفرض شروطه في إجراء المسابقات على المتدربين، وتوضيح طريقة رصد الدرجات لكل فريق، وهذه بعض الشروط التي يفرضها المدرب على المتدربين:
– إن الناطق باسم الفريق هو القائد أو من يفوضه.
– هناك راصد يرصد الدرجات لكل إجابة صحيحة.
– يُمنح كل فريق زمناً مقداره نصف دقيقة لكل سؤال، وقد يكون أقل من نصف دقيقة.
– إذا أخفق الفريق في معرفة الإجابة، فإن السؤال ينتقل إلى الفريق الذي يليه.
– إذا أجاب الفريق عن أي سؤال، ولم يخول بذلك، تخصم منه نقطة.
اختبار مستوى المعرفة لدى المتدربين يتم بعدة وسائل منها إجراء المسابقات بينهم
ويُنصح أن تستغرق كل مسابقة ما بين 15 – 20 دقيقة، ويتم طرح ما بين 20 – 25 سؤالاً فيها، ويفضل أن يكون عدد الفرق ما بين 4 – 6 فرق.
مثال (1): في إحدى الدورات التي عقدت لمؤسسة البترول الكويتية، بعنوان «المفاتيح الذهبية في خدمة العميل»، تم إجراء مسابقة لعدد من المشاهير في العالم، الذين عرفوا برئاسة شركات تميزت بخدماتها للعملاء.
تم توزيع المتدربين في فرق، وتوضيح شروط المسابقة، وعرض صور لهؤلاء المشاهير من دون ذكر لأسمائهم، والطلب من كل فريق التعرف إلى أسماء هؤلاء الأشخاص، وهكذا بشكل متتابع فريق بعد فريق، ثم تعطى الهدايا للفريق الفائز في نهاية المسابقة.
في هذا النوع من المسابقات، بإمكان المدرب أن يعرض صوراً لشخصيات مشهورة في الإلقاء المتميز، أو مشهورة في الإدمان على العمل، أو مشهورة في الابتكار والإبداع والاختراع، أو مشهورة في كسر الأرقام القياسية، أو مشهورة في التدريب، أو مشهورة في أي علم من العلوم التقنية أو الإنسانية، ويُطلب من المتدربين التعرف إليها.
أجمل ما في هذه المسابقات هو عندما يتكلم أحد أعضاء الفريق دون أن يخول بذلك، تُخصم من فريقه درجة بحسب الشروط، ويبدأ المتدربون بالضحك، ويطلبون من المدرب العفو عنهم، ولكن المدرب يصر على رأيه ويقول: لا مجاملات ولا مداهنات ولا واسطات، ينبغي أن نتعلم الانضباطية والالتزام بشروط المسابقة، هنا يتعلم المتدربون أمراً جديداً في الالتزام.
مثال (2): وفي إحدى الدورات التدريبية التي عقدت لمجلس الوزراء، وكانت بعنوان «كيف تتعامل مع الشخصيات الصعبة؟»، تم إجراء مسابقة حول أفضل طريقة لاحتواء المواقف الحرجة عند التعامل مع الشخصيات الصعبة، وفي كل سؤال يتم عرض 4 طرق في كيفية احتواء الموقف الحرج، ويطلب من كل فريق، في آن واحد، اختيار أفضل إجابة.
أفضل ما في هذه المسابقة هو اعتراض بعض المتدربين على بعض الإجابات، وحينما يرون الإجابة الصحيحة لدى معظم الفرق؛ يعيدون النظر في إجابتهم!
مثال (3): وفي إحدى الدورات التدريبية لدى شركة نفط الكويت، وكانت بعنوان «الساعة ذات السبعين دقيقة»، تم عرض مسابقة مربع إدارة الوقت، وترتيب الأولويات فيه.
في هذه المسابقة، يتم عرض موقف، وعلى المتدربين اختيار إجابة من 4 إجابات محتملة: مربع الطوارئ أو مربع التخطيط أو مربع المقاطعات أو مربع التوافه.
هذه المسابقة تعلم المتدربين توزيع أوقاتهم وفق عنصري الأهمية والاستعجال، وإعطاء الأولوية للمواقف التي تتطلب الأهمية والاستعجال (الطوارئ)، ثم للمواقف التي تتطلب الأهمية من غير استعجال (التخطيط)، ثم للمواقف التي تتطلب الاستعجال وليست ذات أهمية (المقاطعات)، ثم للمواقف التي لا تتطلب أهمية ولا استعجالاً (التوافه).
لعل في المقال القادم نستكمل أنواعاً أخرى من المسابقات التي تغرس مفاهيم إدارية في أذهان المتدربين، بعيداً عن فلسفة الكلام والتنظير.