يعد جهاز المناعة حائط الصد الرئيس الذي يحمي جسم الإنسان من الفيروسات والميكروبات والفطريات والسموم، وهو المنتج للأجسام المضادة التي تقاوم الأمراض.
وتختلف درجة قوة الجهاز المناعي من إنسان إلى آخر، في مواجهة التأثيرات البيئية الداخلية والخارجية الضارة كالبكتيريا والفيروسات والخلايا الخبيثة.
ويمكن أن تتسبب عادات معينة في الإضرار بنظام المناعة مثل التدخين وشرب الخمر مثلاً، أو قلة النوم والسهر كثيراً، أو اختلال النظام الغذائي، أو إدمان الهاتف ووسائل التواصل لفترات كبيرة يومياً، ما يسبب اختلالاً وتراجعاً في قوة المناعة، وبالتالي يصبح الجسم عرضة للأمراض.
في المقابل، هناك عوامل تعزز من قوة الجهاز المناعي، وتزيده صلابة في مواجهة الفيروسات والجراثيم المختلفة، إضافة إلى منحه القدرة على مواجهة الأمراض، وعدم الانهيار سريعاً عند التعرض لأي طارئ صحي.
السطور القادمة تسلط الضوء على 5 عوامل تعزز مناعتك، للأخذ بها، وحماية صحتك، وهي في متناول يد الإنسان، دون الحاجة إلى طبيب، وذلك من منطلق الوقاية خير من العلاج.
أولاً: الوضوء والذكر والصلاة، عملاً بالمنهج النبوي في النظافة والوقاية من الأمراض، وهو ما أوضحه رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله: «أرأيتم لو أن نهراً بباب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات، هل يبقى من درنه شيء؟».
وإضافة إلى فوائد الوضوء، من إزالة الأوساخ والجراثيم، وفتح مسام الجلد، وتنظيف الفم والأنف والأذن وغير ذلك، خمس مرات يومياً، وتنشيط الجسد، لا يمكن إغفال فوائد الذكر نفسياً لقوله تعالى: (أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) (الرعد: 28)، وقوله (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ) (الإسراء: 82)، وكذلك فوائد الصلاة من تحسين دورة الدم وتحريك المفاصل من خلال حركات الركوع والسجود والقيام وخفض ورفع الرأس، بما يضبط إيقاع عمل أجهزة الجسم.
ثانياً: ممارسة النشاط الاجتماعي، ولقاء الأصدقاء والأقارب، وعدم الخوف من مصافحة الناس، بدعوى الحيطة من التقاط العدوى وغيره، خاصة أن الوحدة والعزلة الاجتماعية تسبب ضعف الجهاز المناعي، بحسب دراسة نشرتها «المجلة الدولية للبحوث البيئية والصحة العامة».
ثالثاً: التغذية الجيدة، وفق نظام صحي، وتناول الأطعمة التي تحتوي على الفيتامينات والمعادن والألياف، والإكثار من تناول الفاكهة والخضراوات بفضل ثروتها من العناصر الغذائية، ومضادات الأكسدة، خاصة أن 80% من قوة الجهاز المناعي للجسم تتركز في الأمعاء، فمثلاً عندما نأكل البطيخ، فإن الجسم يستفيد من الألياف التي يتم تخميرها في القولون بواسطة بكتيريا الأمعاء؛ لإنتاج أحماض دهنية تعمل على تقليل الالتهاب.
رابعاً: التعرض الآمن للشمس يفيد الجسم، ويعزز جهاز المناعة، نظراً لما يمنحه للجسم من فيتامين «دي» القادر على دعم الجهاز المناعي في مواجهة الفيروسات، بحسب «مجلة الكيمياء الحيوية».
كذلك التعرض للبرد، مع تجنب درجات الحرارة المنخفضة، يعزز من القدرات المناعية، مقارنة بالبقاء في الأماكن المغلقة، أو قضاء وقت أكبر تحت أجهزة التكيف والتدفئة الاصطناعية، والتي تضعف قدرات الجسم المناعية مع التقدم في العمر.
خامساً: ممارسة الرياضة، والحفاظ على الأنشطة التقليدية مثل المشي أو الجري، واقتناص ساعات أسبوعياً للعب كرة القدم أو السباحة، أو ركوب الدراجات، وغير ذلك من الأنشطة البدنية، فهذا مما يقوي الجسم، ويعزز جهاز المناعة، ويقي من أخطار الإصابة بالكثير من الأمراض المزمنة كالسكري وارتفاع ضغط الدم وبعض أنواع السرطان، إضافة إلى تحسين المزاج، وتقليل التوتر، وتحسين الحالة النفسية، وهي عامل مهم ورئيس في تعزيز مناعة الإنسان.