تأسست المدرسة المباركية في 22 ديسمبر 1911م، وهي تعد أول مدرسة نظامية في تاريخ الكويت، أطلق عليها هذا الاسم نسبة إلى الشيخ مبارك الصباح، وأدارها أولاً الشيخ يوسف بن عيسى القناعي، تأسست المدرسة بفضل مساهمات المواطنين من تبرعات ورسوم تسجيل الطلبة، حتى تولت الحكومة إدارتها من خلال مجلس المعارف (وزارة التربية حالياً) في عام 1936م، استمر التدريس في المبنى حتى عام 1985م، ليتم بعدها تحويل المبنى إلى المكتبة المركزية في الكويت.
مراحل التعليم في الكويت
مر التعليم في الكويت بمرحلتين رئيستين: الأولى كانت تعتمد على التعليم في الكتاتيب، والثانية شهدت تأسيس المدارس النظامية، يُعد بناء المدرسة المباركية في عام 1911م بداية لنظام التعليم الحديث في الكويت، بعد ذلك شهد التعليم تطوراً ملحوظاً وانتشرت المدارس في مختلف أنحاء البلاد، حتى تم تأسيس جامعة الكويت عام 1966م.
التأسيس والفكرة
قبل بناء المدرسة المباركية، كان التعليم في الكويت يعتمد على المساجد والكتاتيب، في المساجد كانت تُعقد حلقات للوعظ والتعليم الديني، بينما كانت الكتاتيب تركز على تعليم القراءة والكتابة ومبادئ الحساب، ومع ذلك، كانت تفتقر هذه الكتاتيب إلى خطط دراسية منتظمة وبرامج تربوية ذات أهداف محددة.
ظهرت فكرة بناء المدرسة المباركية من 3 أشخاص: يوسف بن عيسى القناعي، الشيخ ناصر المبارك الصباح، وياسين الطبطبائي، وأثار ياسين الطبطبائي فكرة إنشاء مدرسة لتعليم الطلاب في خطبته خلال الاحتفال بالمولد النبوي في ديوان يوسف بن عيسى، في 22 مارس 1910م؛ مما ألهم الحضور وخاصة يوسف بن عيسى، الذي كتب مقالاً يحث فيه على أهمية التعليم وبدأ حملة تبرعات لبناء المدرسة، وتشكلت لجنة برئاسة الشيخ ناصر المبارك الصباح، وجمعت التبرعات لبناء المدرسة، حيث بلغت القيمة الإجمالية حوالي 77500 روبية.
البناء
بدأ البناء في يناير 1911م، واكتمل في سبتمبر من نفس العام، شغل المبنى مساحة حوالي 10200 قدم مربع، وضم 8 غرف، و3 مخازن، وغرفة صغيرة للمعلمين، ومنزلاً للمدير، أُجريت عدة تغييرات في المدرسة بعد ضمها إلى مجلس المعارف عام 1936م، بما في ذلك إضافة ساحات وصيانة الفصول، في الخمسينيات هدمت المدرسة وأعيد بناؤها على الطراز الحديث عام 1958م.
الدراسة والمناهج
شملت المناهج الدراسية في المدرسة المباركية التربية الإسلامية، اللغة العربية، الرياضيات، التاريخ الإسلامي، ومبادئ الجغرافيا، وأضيفت اللغة الإنجليزية لاحقاً، رغم معارضة بعض الأهالي، وقُسمت المراحل التعليمية إلى 5 أقسام، وكان لكل قسم مدرس خاص، في العام الدراسي 1936-1937م، تم تحديث المناهج وتعيين أساتذة من فلسطين.
الإدارة والمدرسون
أدار الشيخ يوسف بن عيسى القناعي المدرسة عند افتتاحها، ثم تولى الإدارة عدد من الشخصيات البارزة مثل يوسف بن حمود، وعمر عاصم الأزميري، والشيخ عبد العزيز الرشيد، وضمت المدرسة نخبة من المدرسين من مختلف البلدان.
الدور الثقافي
أدت المدرسة المباركية دوراً مهماً في نشر الثقافة والعلم، حيث كانت مركزاً لإحياء المناسبات الدينية وإقامة المحاضرات والمواعظ الإسلامية، كما كان لها دور كبير في النشاط المسرحي في الكويت، حيث أقيمت أول مسرحية فيها عام 1939م.
الزي الرسمي
كان الزي الرسمي للمدرسة هو الدشداشة، لكن تم تغييره تدريجياً إلى اللباس الأوروبي بعد استلام إدارة المدرسة من قبل دائرة المعارف عام 1936م، وقد لاقى هذا التغيير اعتراض بعض الأهالي.
الاحتفالات بذكرى التأسيس
تم الاحتفال باليوبيل الذهبي للمدرسة، في 15 أبريل 1962م، وشمل الحفل كلمات من الشخصيات البارزة وإصدار طابعين بريديين، وفي 13 فبراير 2012م، أقيم حفل بمناسبة مرور مائة عام على بناء المدرسة، تضمن أوبريت «تحيا الكويت» في مسرح جامعة الكويت.
أهمية المدرسة المباركية
تعد المدرسة المباركية جزءاً مهماً من تاريخ التعليم في الكويت، ورمزاً للتطور الثقافي والعلمي في البلاد، منذ تأسيسها، قامت المدرسة على مساهمات المواطنين من تبرعات، بالإضافة إلى رسوم تسجيل الطلبة، حتى قام مجلس المعارف (وزارة التربية حالياً) بضمها عام 1936م لتصبح تحت إدارة الحكومة، استمر التدريس فيها حتى عام 1985م، قبل أن يتم تحويلها إلى المكتبة المركزية في الكويت.
__________________
المصادر بتصرف:
1- وكالة الأنباء الكويتية (كونا).
2- مجلة العربي.