تربية الأبناء ليصبحوا ناضجين ومسؤولين قبل بلوغهم مرحلة الرشد تعد من أهم التحديات التي تواجه الآباء والأمهات في عصرنا الحديث، ويتطلب الأمر جهداً متواصلاً وتوجيهاً دقيقاً يعزز من استقلالية الأطفال ويطور مهاراتهم في حل المشكلات واتخاذ القرارات.
ومن خلال استلهام القيم والأساليب التربوية من القرآن الكريم والسُّنة النبوية، يمكننا إعداد جيل من الأبناء القادرين على مواجهة تحديات الحياة بثقة ونضج.
وفي هذه السطور، سنستعرض مجموعة من الأساليب التي تساعد في تحقيق هذا الهدف، مستندين إلى أمثلة عملية وقصص من التراث الإسلامي تثبت فعالية هذه الطرق في تربية الأطفال ليصبحوا أفراداً ناضجين ومسؤولين قبل بلوغهم، وقد نشر د. جاسم المطوع، الاستشاري الاجتماعي والتربوي، في صفحته على «تويتر» قائمة بأهم هذه الأساليب:
1- تشجيع حل المشكلات الذاتية:
تجنب الحلول الجاهزة، ولا تحل جميع مشكلات أطفالك، ساعدهم في بعض الأحيان للتدريب، ولكن دعهم يواجهون التحديات ويبحثون عن الحلول بأنفسهم.
2- تحمل المسؤولية المالية:
قال تعالى: (وَابْتَلُواْ الْيَتَامَى حَتَّىَ إِذَا بَلَغُواْ النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُم مِّنْهُمْ رُشْداً فَادْفَعُواْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ) (النساء: 6).
نضج مالي مبكر؛ بحيث سلّم اليتامى أموالهم عند ملاحظة الرشد المالي، مما يعزز لديهم الشعور بالمسؤولية.
3- التدريب على اتخاذ القرارات الكبيرة:
سيدنا إبراهيم عليه السلام طلب رأي ابنه إسماعيل في قرار مهم وهو لم يتجاوز 10 سنوات، إسماعيل أظهر نضجًا برده: (يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ) (الصافات: 102).
4- تعليم المهارات الحياتية المبكرة:
مواجهة السيدة مريم لجبريل بثقة وقوة رغم صغر سنها تعلمنا أهمية تعليم الأطفال مهارات الحياة المختلفة والتحدث عن الحقائق الواقعية بصدق وصراحة.
5- التربية المبكرة على العبادات:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «علموا أولادكم الصلاة أبناء سبع واضربوهم عليها أبناء عشر»؛ أي يجب تدريب الأطفال على الالتزام الديني وتحميلهم مسؤولية عباداتهم منذ سن مبكرة.
6- تحمل المسؤوليات والمهام:
تكليف الأطفال بالمهمات؛ واربط الأطفال بواقعهم وكلفهم بمسؤوليات حقيقية، واجعلهم يشاركون في اتخاذ القرارات المصيرية.
7- تعزيز المعرفة والثقة:
التعليم المبكر، فعلّم الأطفال عن أجسادهم، ميولهم، والعلاقات بين البشر بوضوح، فهذا يعزز ثقتهم بأنفسهم ويزيد من خبراتهم.
8- التربية بالقدوة والتوجيه:
اتبع النهج القرآني والتوجيهات النبوية في التعامل مع الأطفال؛ ما يساهم في إعدادهم لتحمل مسؤولياتهم بثقة ونضج.
9- تجنب الحماية الزائدة:
الابتعاد عن محاولة حل كل مشكلة تواجه الطفل، حيث إن هذا يضعف شخصيته ويجعله غير قادر على مواجهة التحديات بنفسه.
اتباع هذه الأساليب يساهم في تربية أطفال ناضجين قبل مرحلة البلوغ، قادرين على تحمل المسؤوليات واتخاذ القرارات الحكيمة.