إن الشريعة الإسلامية جاءت بأحكام شرعية واضحة وعبادات جليلة فاضلة، وبالنظر والتدقيق في أصل هذه الأحكام وتلك العبادات، سنجد أن ذلك كله مرده إلى ترسيخ مكارم الأخلاق بين أفراد المجتمع المسلم، فالغاية العظمى من تشريع العبادات هي تهذيب النفوس وتأديبها للنجاح في اختبار الملذات والشهوات، ومن ثم غرس الأخلاق الفاضلة في نفوس الأفراد لينعم المجتمع بالسلام والأمن والاطمئنان، بعيدًا عن المشكلات الأخلاقية والمظاهر الغربية التي تخالف صحيح الدين وتشجع على الفساد والانحلال، وكل ذلك مصداقًا لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «إنما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق».
وعند النظر إلى الأسباب التي تؤدي إلى تحصيل الحسن من الأخلاق وما يقودنا إلى ذلك، سنجد الآيات القرآنية تخبرنا بالكثير، كما أن الأحداث النبوية ترشدنا إلى العديد من السبل والوسائل للوصول إلى هذه الغاية النبيلة، فلا شك أن التشريع الإسلامي بمصدريه ومنبعيه القرآن والسُّنة، قد أرشدنا في كافة الأمور ولم يتركنا هملًا لتتلقفنا رياح الضلال والغي من هنا أو هناك، فمن استمسك بالهدي واتبع النهج وصل إلى الغاية والمراد بلا ريب، وهذه أهم الوسائل التي تساعد على تحصيل حسن الخلق، وهي كما يلي:
1- الإكثار من دعاء بحسن الخلق؛ فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو: «اللَّهمَّ اهدني لأحسنِ الأخلاقِ لا يَهدني لأحسنِها إلَّا أنتَ ، وقني سيِّئَ الأعمال والأخلاق لا يقي سيئَها إلا أنتَ» (صحيح الترمذي).
2- الحرص على مصاحبة الأخيار وذوي البصيرة والفهم السليم لصحيح الدين.
3- الحرص على قبول النصيحة من الغير مهما كان سنه ومهما كانت نصيحته.
4- التفكر في ثواب حسن الخلق وما أعده الله من النعيم لصاحبه.
5- النظر في السيرة النبوية وتأمل صور أخلاقه صلى الله عليه وسلم التي مدحه الله بها.
6- تعويد النفس على فعل الأخلاق الحسنة بالتطبيق العملي.
7- مجاهدة النفس واستفراغ الوسع من أجل الابتعاد عن الأخلاق السيئة.
8- تجنب الصحبة السيئة والبعد عن كل ما يؤدي إليها.
9- التعرف على ما تحمله النفس من أخلاق وعادات سيئة.
10- الاستماع والانتفاع بكلام الأعداء والخصوم على السواء.