نشر موقع “تركيا بوست” مقالاً مترجماً للعربية يتحدث عن جهود الحكومة التركية لجذب السياح العرب، موضحاً أن هناك 6 أهداف تقوم عليها الحكومة لتحقيق ذلك، وفيما يلي نص المقال:
تبذلُ الحكومة التركية الكثير من الجهود لتطوير منطقة شرق البحر الأسود من أجل جذب السياح الأجانب والمحليين وخاصة العرب ودول الخليج، وتعتبرُ منطقة شرق البحر الأسود من أغنى مناطق تركيا، ويرجع هذا إلى طبيعتها الخلابة وموقعها المتميز الذي يميّزها عن سائر المناطق التركية.
حيث تم إعلان منطقة شرق البحر الأسود مركزاً للسياحة التركية؛ إذ تجمع هذه المنطقة نحو 950 هضبة من ضمنهم 70 هضبة مشهورة بالسياحة والفعاليات.
وعليه قامت رئاسة إدارة مشاريع شرق البحر الأسود “دوكاب” بإعداد “تقريرٍ إستراتيجيّ” يستهدف تطوير المنطقة وزيادة أعداد السيّاح الأجانب والمحليين.
ويهدف التقرير الإستراتيجي إلى زيادة أعداد السياح العرب وخاصة المملكة العربية السعودية والإمارات والكويت، لتصل إلى أعلى مستوياتها حتى عام 2018م.
هذا ومن الجدير بالذكر أنّ أعداد السياح العرب الزائرين لمنطقة شرق البحر الأسود خلال عام 2010م وصل إلى نحو 30 ألفاً، وخلال عام 2011م إلى نحو 65 ألفاً، وخلال عام 2012م إلى نحو 130 ألفاً، وخلال عام 2013م إلى نحو 190 ألفاً، وخلال عام 2014م إلى نحو 260 ألف سائح.
“تركيا بوست” يعرض في هذه النافذة ملخص “التقرير الإستراتيجيّ” مترجماً للعربية، والمُعد من قبل رئاسة إدارة مشاريع شرق البحر الأسود:
يذكر التقرير في مقدمته بأن السياحة العربية للمناطق التركية أصبحت حدثاً راهناً داخل المنطقة، وتعتبرُ تركيا من ضمن الدول المؤهّلة لجذب السياح العرب إليها.
وتزداد أعداد السياح العرب إلى تركيا وخاصة شرق البحر الأسود عاماً بعد عام، حيث تعتبر منطقة شرق البحر الأسود مركزاً لجذب السياح العرب وخاصة دول الخليج.
قامت كلٌ من وزارة السياحة والثقافة، وزارة التحضر والبيئة، وزارة التنمية، وزارة الاقتصاد، وكالة الاستثمارات لرئاسة الوزراء بالتعاون مع المحافظات، البلديات، المديريات ووكالة التنمية بالاشتراك في إعداد التقرير الإستراتيجي المُشار إليه.
ويلفت التقرير إلى أنه يجب إعلان “منطقة شرق البحر الأسود” على أنها “منطقة التحفيز الخاصة للسياحة”.
وورد في التقرير أنه يجب زيادة أنواع أماكن المكوث داخل المنطقة؛ حيث تزداد أعداد السياح العرب بالمنطقة عاماً بعد عام، وأمام هذا تقل الاستثمارات الخاصة بزيادة أعداد أماكن الإقامة هناك حيث تكاد لا تكفي لسد الحاجة، هذا ومن المقرر أن تزداد أعداد السياح العرب في المنطقة خلال الثلاث سنوات القادمة إلى ضعفين؛ مما سيؤدي إلى عجزٍ كبير لن يستطيع سد الحاجة مما سيفتح الطريق إلى العديد من المشكلات؛ حيث إن قلة أعداد الفنادق أربع وخمس نجوم التي يفضّلها السياح العرب، يمكن أن يؤثر بالسلب على السياحة بالمنطقة، كما يجب زيادة أعداد أماكن الإقامة للمجموعات السياحية الأخرى، والتي تفضّل المكوث داخل البيوت المبنية على الجبال والهضاب.
وسائل النقل الجوي
يفيد التقرير بأنه يجب تطوير البنية التحتية الخاصة بوسائل النقل الجوية، حيث يعتبر مطار “طرابزون” من أكثر المطارات ازدحاماً وكثافة، حيث يفضّل السياح العرب الأماكن التي تتوافر فيها وسائل النقل الجوي؛ لهذا السبب يجب تطوير حركة النقل الجوي لتلك المنطقة، هذا وسوف يساهم مطار “أردو- جيراسون” في تطوير حركة السياحة بالمنطقة، كما أن مطار “ريزا- أرتفين” المحتمل إنشاؤه سوف يساهم في تطوير السياحة العربية داخل تلك المناطق.
كما يلفت التقرير إلى أنه يجب توسيع شبكات النقل الجويّ؛ حيث تم البدء في توفير خدمات خطوط الطيران الجوي الاقتصادي إلى مدينة طرابزون مباشرة خلال الأربع سنوات الأخيرة، ومن المقرر زيادة أعداد تلك الرحلات الاقتصادية إلى نحو 360 رحلة خلال عام 2015م، حيث وصلت أعداد الرحلات لعام 2014م إلى نحو 66 رحلة.
وبحسب التقرير، فإنه يجب أيضاً توفير خطوط رحلات جديدة لكل من تلك الدول “دبي- الكويت- جدة – قطر”، وغيرها. ويجب أن تتولى شركة الخطوط الجوية التركية هذا الأمر.
وعن آلية جذب السياح، فيشير التقرير إلى زيادة أعداد فعاليات التسويق والتعريف بتلك الأماكن، ويجب في المقام الأول زيادة فعاليات التعريف بشرق البحر الأسود لدول الخليج، كما يجب زيادة أعداد المعارض والرحلات الترفيهية داخل تلك الدول، بالتعاون مع شركة الخطوط الجوية التركية ووزارة السياحة والثقافة.
السياحة الشتوية
وحول السياحة الموسمية، يفيد التقرير بأنه يجب تطوير البنية التحتية للسياحة الشتوية، ويجب زيادة أنواع النشاطات السياحية الشتوية داخل المنطقة، والعمل على تطوير مراكز وزيادة اعداد مراكز التزلج بالمنطقة، يجب تطوير المناطق السياحية والتي تشهد إعداداً كبيرة من السياح، إذ إن المناخ يسمح بهذا.
ويلفت التقرير إلى أنه يجب تطوير السياحة العلاجية والتعريف بها داخل دول الخليج، هذا ومن الجدير بالذكر أن هناك أعداداً كبيرة من السياح السعوديين والخليجيين تهتم بالسياحة العلاجية داخل تركيا، كما تعتبر السياحة العلاجية التركية سوقا جيدة للسياحة داخل المنطقة.
وينوّه التقرير إلى ضرورة عمل الاستثمارات الترفيهية التي تجذب أنظار السياح العرب داخل المنطقة مثل “ديزني لاند – فيا لاند”، وكذلك استثمارات التلفريك والمتاحف والمجمعات الثقافية، كما يجب زيادة أعداد المجمعات الترفيهية والثقافية التي تجذب أنظار السياح العرب وخاصة الشباب، وكذلك يجب رفع مستوى الخدمات لإرضاء السياح العرب.
ولكي تكون منطقة شرق البحر الأسود “دافوس” العرب، ورد في التقرير أنه يجب تنظيم المؤتمرات والمعارض والاجتماعات داخل دول الخليج، ويجب أيضاً تنظيم العديد من المعارض والمؤتمرات والقمم والفعاليات الدولية؛ وذلك لجذب أنظار السياح العرب من أجل عمل الاستثمارات المختلفة داخل تركيا وعلى رأسهم مدينة إسطنبول، وتعتبر منطقة شرق البحر الأسود في طريقها لتصبح “دافوس” العرب.
ويلفت التقرير إلى وجوب إنشاء ميناءٍ بحريّ في المنطقة من أجل الرحلات البحرية، حيث إنه وحتى يومنا هذا لم يتم إنشاء ميناء بحريّ على مستوى عالٍ من أجل الرحلات البحرية باليخوت، حيث إنه بالنظر إلى دول الخليج، سوف نجد أنه يوجد بداخل كل مدينة ميناءٌ لليخوت والرحلات البحرية، ومن الضروريّ الآن إنشاء ميناءٌ بحريّ للرحلات البحرية داخل منطقة البحر الأسود.
ويشير التقرير إلى وجوب الإسراع في أعمال التحوّل الحضاري داخل المنطقة والذي سيساهم في إظهار الجانب التاريخي للمنطقة، حيث تعتبر منطقة شرق البحر الأسود من أهم المناطق داخل تركيا، لذا يجب التركيز على تلك الأماكن وتطويرها، كما يجب زيادة أعداد صناديق مشاريع دعم القطاع الخاص بالمنطقة، إذ قامت وكالة تنمية شرق البحر الأسود بعمل مشاريع باستثمارات تصل إلى نحو 100 مليون ليرة تركية.
العرب وشراء العقارات
وعن أهمية استقطاب العرب في سوق العقارات، فيرد في التقرير بأنه يجب تشجيع السياح والمستثمرين العرب على شراء العقارات بمنطقة شرق البحر الأسود، ومن الجدير بالذكر أنه خلال عام 2014م تم إبرام عقود شراء عقارات تصل إلى نحو 5000 عقار من جانب العرب؛ لذا يجب تشجيع السياح العرب على شراء العقارات من أجل تنشيط السياحة بالمنطقة.
وبحسب التقرير، فإنه ومن أجل الوصول إلى هذا الهدف، سيتم البدء في إنشاء عقارات ترضي الذوق العربي، وكذلك تسهيل عمليات الشراء ومن ثم تشجيع السياح العرب على الشراء.
النشاطات الرياضية
وحول الشأن الرياضي، فإن التقرير يلفت إلى وجوب تطوير البنية التحتية الخاصة بالنشاطات الرياضية من أجل الوصول إلى العالمية في كلٍّ من مجالات الرياضة المائية والجوية وكذلك التزلج، كما أن منطقة شرق البحر الأسود مناسبة تماماً لأن تصبح مركزاً للنشاطات الرياضية.
ويولي التقرير أهمية يجب تطويرها، وهي تتعلق بتطوير مراكز التسوق للعرب وكذلك توفير المنتجات التي ترضي الذوق العربي، حيث يعتبر التسوق من أهم النشاطات التي يقوم بها السياح العرب داخل تركيا، إذ تعتبر الملابس والحلوى وكذلك الأعمال اليدوية المحلية في القائمة الأولى للسياح العرب.
اللوحات الإرشادية باللغة العربية
ولكي يتم استقطاب العرب بصورة جيدة، فإن التقرير يحث على زيادة أعداد اللوحات الإرشادية باللغة العربية داخل المناطق التي تشهد كثافة كبيرة من السياح العرب، بجانب هذا ينبغي تواجد موظفين على علم باللغة العربية داخل المطارات والأماكن السياحية والفنادق والمطاعم التي تشهد كثافة من السياح العرب.
السياحة الحلال
وعن أهمية الشأن الديني الذي ينتمي له غالبية العرب، يلفت التقرير إلى أنه يجب العمل على نشر وتطوير ما يعرف بـ”السياحة الحلال”، حيث بدأت فكرة “السياحة الحلال” تطبّق داخل العديد من الدول وعلى رأسها تركيا وماليزيا، وتعتبر ماليزيا من أكثر الدول المتفوقة في هذا المجال؛ لذا يجب العمل على تطوير هذا المجال لكونه عاملاً فعالاً للغاية في تطوير السياحة داخل تركيا وخاصة منطقة شرق البحر الأسود.