دول الخليج.. ريادة بيئية وتقدمٌ في مؤشرات الاستدامة العالمية

حققت دول الخليج العربي تقدمًا ملحوظًا في مجال حماية
البيئة، عبر تكثيف جهودها في تقليل التلوث ومواجهة التغيرات المناخية، سعيًا
لتحقيق أهداف الاستدامة والحفاظ على الموارد الطبيعية، وجاءت هذه الإنجازات نتيجةً
لإستراتيجيات طموحة، جعلت من الخليج نموذجًا عالميًا في التنمية المستدامة.
الخليج في
صدارة الدول الأقل تلوثًا عالميًا
بحسب تقرير مؤشر التلوث العالمي لعام 2025 الصادر عن
منصة "Numbeo"، تمكنت دول الخليج من تحقيق نجاحات بارزة في تقليل التلوث، حيث
جاءت سلطنة عمان في المركز 22 عالميًا والأول عربيًا، تلتها الإمارات في المرتبة
53 عالميًا، ثم قطر في 54، والسعودية في 60، بينما احتلت الكويت المرتبة 75
والبحرين المرتبة 78 عالميًا والسادسة عربيًا.
إستراتيجيات
خليجية رائدة نحو الاستدامة
هذا التصنيف يعكس جهودًا متواصلة تبذلها دول الخليج
العربي لتعزيز الاستدامة البيئية، حيث تركز خططها على:
·
تحسين
جودة الهواء عبر تقليل الانبعاثات الضارة.
·
إدارة
المياه بشكل مستدام لضمان الأمن المائي.
·
تعزيز
المساحات الخضراء وتحسين جودة الحياة في المدن.
·
إدارة
النفايات بطرق حديثة، عبر إعادة التدوير والاستخدام المستدام.
·
تقليل
التلوث الضوضائي وتحسين بيئة المعيشة.
مبادرات بيئية
كبرى في دول الخليج
اتخذت دول الخليج خطوات جادة نحو تطوير بنية تحتية
مستدامة وتقليل التأثيرات البيئية، ومن أبرز مبادراتها:
·
الاستثمار
في الطاقة المتجددة عبر مشاريع الطاقة الشمسية والرياح.
·
تحسين
أنظمة النقل العام لتقليل التلوث الناجم عن المركبات.
·
تعزيز
إدارة النفايات عبر إعادة التدوير وتوعية المجتمعات.
نماذج خليجية
رائدة في التنمية البيئية
سلطنة عمان: تقود مبادرة "الهيدروجين
الأخضر" كمصدر أساسي للطاقة، وتهدف لتوليد 30% من الكهرباء من الطاقة
المتجددة بحلول 2030، والوصول إلى الحياد الصفري بحلول 2050.
الإمارات: أطلقت مدينة "مصدر" كأول مدينة
مستدامة خالية من الكربون، وتسعى لزيادة حصة الطاقة المتجددة إلى 50% بحلول 2050
ضمن «استراتيجية
الإمارات للطاقة».
السعودية: وضعت البيئة ضمن (رؤية
2030)
عبر مبادرات مثل (السعودية الخضراء) و(الشرق الأوسط الأخضر)، والتي تهدف إلى زراعة
50 مليار شجرة، بالإضافة إلى الاستثمار في الهيدروجين الأخضر كمصدر رئيسي للطاقة.
قطر: تستثمر في إعادة تدوير المياه وتحلية المياه
بالطاقة النظيفة، وتسعى لزيادة إنتاج الطاقة المتجددة بنحو 4 غيغاواط بحلول 2030،
إلى جانب زراعة 10 ملايين شجرة.
الكويت: تستهدف 22.10 غيغاواط من الطاقة المتجددة
بحلول 2030، وتسعى لخفض انبعاثات الكربون بنسبة 7.4% بحلول 2035، إلى جانب تمويل
مشاريع للحد من العواصف الترابية بنسبة 40%.
البحرين: تضع نصب عينيها تحقيق الحياد الكربوني بحلول
2060، وتطلق مشاريع لتحويل النفايات إلى طاقة، مع التوسع في المساحات الخضراء
بنسبة 30% خلال السنوات المقبلة.
دول الخليج.. نموذج عالمي
في التوازن بين التنمية والبيئة
في الوقت الذي تواجه فيه العديد من الدول الكبرى
تحديات بيئية معقدة، نجحت دول الخليج العربي في تحقيق التوازن بين التنمية
الاقتصادية والحفاظ على البيئة، مما يجعلها نموذجًا عالميًا يُحتذى به في مجال
التنمية المستدامة ومواجهة التحديات البيئية.