لماذا الإضراب العالمي لأجل غزة؟ 6 أسباب تفسر

في ظل استمرار
المجازر اليومية التي يتعرض لها المدنيون في قطاع غزة، تتصاعد الدعوات الشعبية حول
العالم للمشاركة في الإضراب العالمي، كوسيلة ضغط أخلاقية وسياسية وشعبية، ترفض
الصمت، وتطالب بوقف حرب الإبادة ورفع الحصار عن غزة.
ولأن الإضراب
ليس مجرد توقف عن العمل، بل فعلٌ مقاومٌ وواعٍ، تتعدد أهدافه ومكاسبه، وفيما يلي
أبرز ما يحققه هذا الفعل الجماعي:
1-
إيصال صوت غزة إلى العالم:
الإضراب يكسر
حاجز الصمت، ويؤكد أن قضية غزة ليست شأناً محليًا أو إقليميًا، بل قضية إنسانية
عالمية، فعندما تتوقف الحياة في مدن حول العالم تضامنًا مع غزة، تُجبر وسائل
الإعلام، حتى المنحازة منها، على تغطية الحدث والحديث عن معاناة الشعب الفلسطيني.
2- الضغط
السياسي على الحكومات:
مشاركة جماهيرية
واسعة في الإضراب، خصوصًا في الدول الغربية، توجِّه رسالة ضغط واضحة إلى الحكومات،
لا سيما تلك التي تدعم الاحتلال «الإسرائيلي» سياسيًا وعسكريًا، ومن خلال هذه
المشاركة، يُحرج الإضراب هذه الحكومات، ويكشف التناقض الصارخ بين ادعاءاتها
بالدفاع عن حقوق الإنسان، ودعمها الصريح لآلة القتل في غزة؛ ما يدفع بعض صناع
القرار إلى مراجعة مواقفهم تحت وطأة الشارع.
3- تعزيز
التضامن الشعبي العالمي:
الإضراب يوحّد
أصوات الشعوب حول العالم، ويعزّز الوعي الجماهيري بالقضية الفلسطينية، كما يُشعر
الغزيين بأنهم ليسوا وحدهم، وأن هناك من يشاركهم الألم، ويقف معهم في وجه العدوان.
هذا التضامن
العابر للحدود يُعيد فلسطين إلى واجهة الوجدان العالمي، ويُنعش جسور التواصل بين
الأحرار من مختلف الأمم.
4- أثر
اقتصادي رمزي:
رغم أن الإضراب
لا يوقف عجلة الاقتصاد العالمي، فإنه يوجه رسالة رمزية قوية؛ نحن مستعدون لتحمّل
الخسارة من أجل العدالة والكرامة، فحتى انخفاض حركة الأسواق والتجارة ليوم واحد
يُظهر أن الشعوب قادرة على تحويل مشاعر الغضب إلى أفعال ملموسة؛ ما يُربك حسابات
المصالح ويُسلّط الضوء على المؤسسات والشركات المتورطة في دعم الاحتلال.
5- إحياء
أدوات النضال الشعبي:
الإضراب يعيد
الاعتبار لواحدة من أهم أدوات النضال المدني، التي لطالما استخدمها الفلسطينيون،
خاصة في الانتفاضة الأولى، كسلاح فعال بيد الشعب، كما أنه يُعيد ربط الجاليات
الفلسطينية والعربية والمسلمة في الخارج بقضيتهم، ويمنحهم فرصة لتجديد انتمائهم
والمشاركة الفاعلة في الدفاع عن وطنهم وأهلهم.
6- رسالة
روحية وأخلاقية سامية:
في جوهره،
الإضراب ليس فقط فعلًا سياسيًا، بل وقفة ضمير إنساني في وجه الإبادة والظلم، إنه
إعلان بأن الحياة لا يمكن أن تمضي بشكل طبيعي بينما يُقتل الأبرياء وتُباد
العائلات، هو فعل من أفعال الإيمان بالإنسان وبأن لكل روحٍ حقًّا في الحياة، ولكل
مظلوم ناصرًا، حتى وإن كان من بعيد.