1- زواج الرسول صلى الله عليه وسلم من زينب بنت خزيمة (أم المساكين):
كان زواج الرسول صلى الله عليه وسلم من زينب بنت خزيمة رضي الله عنها في 11 من رمضان 3هـ/ 27 فبراير 625م، وزينب بنت خزيمة هي أم المؤمنين وزوجة رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، والدها هو خزيمة بن الحارث ووالدتها هي هند بنت عوف بن زهير، وقد عُرفتْ زينب بالطيبة والكرم والعطف على الفقراء والمساكين منذ أيام الجاهلية وحتَّى الإسلام؛ لذلك لُقبت بأمِّ المساكين، وذكرت كتب السير أنَّها توفِّيت وهي في الثلاثين من عمرها، وقال العسقلاني في قصَّة وفاة زينب بنت خزيمة رضي الله عنها: “صلَّى عليها النَّبيُّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- ودفنها بالبقيع في شهر ربيع الآخر 4هـ، فكانت أوَّل من دُفن فيه من أمهات المؤمنين”، وهي الوحيدة من أمهات المسلمين التي توفِّيت في حياة رسول الله -عليه الصَّلاة والسَّلام- مع خديجة بنت خويلد رضي الله عنها، حيث توفِّيت زينب بعد زواجها من رسول الله صلى الله عليه وسلم بثمانية أشهر وقيل ثلاثة شهور فقط، وكان زواج زينب بنت خزيمة رضي الله عنها بعد زواج حفصة بنت عمر بن الخطاب -رضي الله عنهما- بوقت قصير.
2- معركة شماهي (11 نوفمبر 1578م):
كانت الدولة العثمانية على خلاف مستمر مع الدولة الصفوية، بل وصل الأمر إلى صراع شديد بين البلدين؛ فالدولة العثمانية (ذات الطبيعة السُّنية) والدولة الصفوية (ذات الطبيعة الشيعية) على خلاف شديد، سواء كان عقديًّا أو عسكريًّا، ورغم القلة العددية للدولة الصفوية إلا أنها كانت تستعين بأعداء الدولة العثمانية في صراعها مع العثمانيين، واستغلت الدولة العثمانية حالة الصراع على السلطة بين أبناء طهماسب، الذي توفي سنة 984هـ، وخلفه ابنه حيدر، فقتل بعده بساعات ودفن مع أبيه، وتولى أخوه محمد خدابنده، فاختلف الناس عليه وعمت الاضطرابات بلاد فارس، فأرسل السلطان مراد الثالث جيشًا كبيرًا، فاحتل جورجيا ودخل عاصمتها تفليس عام 985هـ، ثم دخل فصل الشتاء فتوقف القتال، وفي الصيف عاد العثمانيون من أجل فتح شروان “أذربيجان”، فخرج لهم الصفويون بجيش كبير عند مدينة شماهي على حدود القوقاز، وفي يوم 11 رمضان 986هـ، التقى الجيشان في معركة طاحنة، انتهت بنصر كبير للعثمانيين؛ حيث خسر الصفويون في هذه المعركة 15 ألف قتيل، وأسفرت المعركة عن ضم شروان “أذربيجان الشمالية” للدولة العثمانية(1).
3- قدوم وفد ثقيف إلى الرسول صلى الله عليه وسلم:
عندما انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم من تبوك اتبع أثره عروة بن مسعود، حتى أدركه قبل أن يقبل إلى المدينة فأسلم، وسأله أن يرجع إلى قومه بالإسلام، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم كما يتحدث قومه: “إنهم قاتلوك”، فقال عروة: يا رسول الله، أنا أحب إليهم من أبكارهم، وكان فيهم كذلك محبوباً مطاعاً، فخرج يدعو قومه إلى الإسلام؛ رجاء أن لا يخالفوه لمنزلته فيهم، فلما أشرف لهم على عِليةٍ له، وقد دعاهم إلى الإسلام، وأظهر لهم دينه، رموه بالنبل من كل وجه، فأصابه سهم فقتله.
وصيته قبل موته
قيل لعروة: ما ترى في دمك؟ قال: كرامة أكرمني الله بها، وشهادة ساقها الله إليَّ، فليس في إلا ما في الشهداء الذين قتلوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يرتحل عنكم فادفنوني معهم، فدفنوه معهم، وقيل: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فيه: “إن مثله في قومه كمثل صاحب يس في قومه”.
قدوم الوفد
أقامت ثقيف بعد قتل عروة أشهراً، ثم إنهم ائتمروا بينهم ورأوا أنهم لا طاقة لهم بحرب من حولهم من العرب، وقد بايعوا وأسلموا، وأجمعوا أن يرسلوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلاً كما أرسلوا عروة، فكلموا عبد ياليل بن عروة بن عمير، وكان في سن عروة بن مسعود، وعرضوا عليه ذلك، فأبى أن يفعل، وخشي أن يصنع به إذا رجع كما صنع بعروة، فقال: لست فاعلاً حتى ترسلوا معي رجالًا، فأجمعوا أن يبعثوا معه رجلين من الأحلاف، وثلاثة من بني مالك، فيكونون ستة، فبعثوا مع عبد ياليل: الحكم بن عمرو بن وهب بن معتب، وشرحبيل بن غيلان بن سلمة بن معتب، ومن بني مالك: عثمان بن أبي العاصبن بشر بن عبد دهمان أخا بني ياسر وأوس بن عوف أخا بني سالم، ونمير بن خرشة بن ربيعة أخا بني الحارث، فخرج بهم، فلما دنوا من المدينة ونزلوا قناة ألفَوْا بها المغيرة بن شعبة، فاشتد ليبشر رسول اللهّٰ صلى الله عليه وسلم بقدومهم عليه، فلقيه أبو بكر رضي الله عنه فقال له: أقسمت عليك لا تسبقني إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أكون أنا أحدثه، ففعل، فدخل أبو بكر رضي الله عنه على رسول الله صلى الله عليه وسلم بقدومهم عليه، وكان ذلك في 11 رمضان سنة 9هـ – 24 أغسطس سنة 630م، ولما قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ضرب عليهم قبة في ناحية المسجد، وكان خالد بن سعيد بن العاص هو الذي يمشي بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى اكتتبوا كتابهم، وكان خالد الذي كتبه، وكانوا لا يطعمون طعامًا يأتيهم من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يأكل منه خالد حتى أسلموا.
رفض النبي لمطالبهم
سأل وفد ثقيف الرسول الله صلى الله عليه وسلم أن يدع لهم الطاغية وهي اللات، لا يهدمها ثلاث سنين، فأبى رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك عليهم، فما برحوا يسألونه سنة وسنة ويأبى عليهم، حتى سألوه شهراً واحدًا بعد قدومهم، فأبى عليهم أن يدعها شيئاً مسمى، وإنما يريدون بذلك فيما يظهرون أن يسلموا بتركها من سفهائهم ونسائهم وذراريهم، ويكرهون أن يروعوا قومهم بهدمها حتى يدخلهم الإسلام، فأبى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أن يبعث أبا سفيان بن حرب والمغيرة بن شعبة فيهدماها، وقد كانوا سألوه مع ترك الطاغية أن يعفيهم من الصلاة، وأن لا يكسروا أوثانهم بأيديهم، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أما كسر أوثانكم بأيديكم فسنعفيكم منه، وأما الصلاة فإنه لا خير في دين لا صلاة فيه”.
تأمير عثمان بن أبي العاص عليهم
فلما أسلموا وكتب لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم كتابهم، أمَّرَ عليهم عثمان بن أبي العاص، وكان من أحدثهم سِنًاّ، وذلك أنه كان أحرصهم على التفقه في الإسلام وتعلم القرآن، ولما فرغوا من أمرهم وتوجهوا إلى بلادهم راجعين، بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم معهم أبا سفيان بن حرب والمغيرة بن شعبة لهدم الطاغية.
_____________________________
(1) معركة شماهي (مفكرة الإسلام).