العنف العاطفي أحد أنواع العنف الذي تواجهه الزوجات غير أنه لم يحظ بأهمية العنف الجسدي، ويرجع هذا إلى أن آثاره غير مرئية للعين، ويعمل هذا اللون من العنف إلى هدم إحساس المرأة بقيمتها من خلال التقليل من شأنها والنقد الذي لا ينقطع والسخرية والاستهزاء الذي لا ينتهي.
قد يظن البعض أن الزوجة بتعرضها للإساءة الجسدية قد وقعت في الأخطر، لكن الإساءة العاطفية يمكن أن يكون لها آثار طويلة الأمد بنفس خطورة الآثار الجسدية، بل أكثر منها.
أما عن أسباب العنف العاطفي فكثيرة، نذكر منها:
1- عدم القدرة على التواصل: مما قد يؤدي إلى تفاقم الغضب والاحتقان بين الزوجين، فتكون هناك تصرفات عنيفة عاطفياً.
2- تراكم التوترات: وزيادتها قد تتحول إلى عنف عاطفي.
3- السيطرة والتحكم: بعض الأزواج يستخدمون العنف العاطفي كوسيلة للسيطرة والتحكم في شريكهم.
4- عدم التفاهم العاطفي: قد يكون هناك عدم تفاهم بين الزوجين بشأن الاحتياجات والمشاعر؛ مما قد يتسبب بتزايد التوتر والغضب.
5- ضغوط الحياة والمسؤوليات: الضغوط اليومية والمسؤوليات المالية والعائلية قد تؤدي إلى تفاقم التوترات والانفعالات العاطفية.
6- الإدمان والمشكلات الصحية النفسية: وهذا كله يؤدي دوراً كبيراً جداً في زيادة احتمالية حدوث تصرفات قاسية عاطفياً.
7- خلل في التربية: النمط الذي نشأ الشخص به في طفولته قد يؤثر على كيفية تعامله مع العلاقات؛ مما قد يؤدي إلى ارتكاب نفس الأخطاء.
أما آثار العنف العاطفي التي قد تقع على الزوجة فهي:
1- الانحناءات النفسية: وقد يؤدي هذا اللون من العنف إلى تدهور الصحة النفسية للمتعرضين له، مثل الاكتئاب وانخفاض الثقة بالنفس، والأخطر الشعور بالذنب.
2- الإصابة بالأمراض البدنية: وقد تتسبب التوترات المستمرة الناجمة عن العنف العاطفي في مشكلات صحية بدنية كالأمراض المرتبطة بالتوتر وسوء الحالة النفسية والأرق وغيره.
3- الانعزال الاجتماعي: الشعور بالعزلة عن الأصدقاء والعائلة نتيجة طبيعية للتعرض لهذا العنف لخجلهم أو حتى خوفهم من مشاركة تجاربهم مع الآخرين.
4- التأثير السلبي على الأطفال: فالطفل الذي ينشأ وسط هذه الأجواء المتوترة في حالة العنف العاطفي يشب في حالة نفسية وعاطفية وربما بدنية غير سوية.
كيفية التعامل مع عنف العاطفة
ومن المهم أن نتفق على أن التعامل مع العنف العاطفي من قبل الزوجات يحتاج لقوة نفسية حتى نتجاوز أثره ونقوّم خلله، وهذه بعض النصائح التي يمكن أن تساعدنا في التعامل مع هذا النوع من العنف:
1- تحديد الحدود: ولا بد من تحديد حدود واضحة لمن تتعرض لهذا السلوك المشين، وتحديد ما هو مقبول وما ليس مقبولاً من السلوك مع زوجها.
2- تحسين مهارات التواصل: فالتعبير عن المشاعر وكلمات الحب والثناء تفتح قلب زوجك، ويساعد كثيراً في تجنب هذا السم القاتل في البيوت.
3- دفعه للانخراط في الأعمال الخيرية: فهذه الأعمال تبث روح العاطفة ورقة القلوب مما تحفظه من قسوة القلب.
4- البحث عن دعم مجتمعي: من المهم البحث عن مجموعات دعم مجتمعي أو منصات عبر الإنترنت حيث يمكنك الاستفادة من تجارب الآخرين.
5- عليك بالحكماء: فطلب المساعدة من أصحاب الخبرة أمر مهم جداً عند إغلاق كل الأبواب، فقد يكون صاحب خبرة يستطيع تجاوز الأزمة وهدوء الحال والعودة للحق.