يحتفل مئات الملايين من المسلمين سنويًا بقدوم شهر رمضان الفضيل، وقد ناقشت عدة دراسات وأبحاث شرقية وغربية فوائد الصيام وتأثيره الإيجابي على الصحة والحالة النفسية، وقد أظهرت بعض الدراسات أن الصيام يؤثر بشكل إيجابي في الحالة النفسية، حيث يمكن لمشاركة موائد الإفطار وفي الزيارات العائلية وصلاة التراويح أن تخفف من الشعور بالعزلة وتحسّن المزاج.
ممارسة العبادات والتقرب إلى الله من خلال الدعاء والخشوع في الصلوات يترك تأثيرًا إيجابيًا على الجسم، ويساعد في تقوية الإرادة ومحاربة النفس؛ مما يؤثر بشكل إيجابي على صحة المريض النفسي ويعزز من قدرته على التحمل، إلى جانب ذلك، تساعد ممارسة العبادات على تخفيف مشاعر القلق والتوتر الناجمة عن الجوع والعطش، وتعزز الطمأنينة والراحة النفسية والسعادة الداخلية، بحسب «الخليج أون لاين».
دراسة غربية أشارت إلى أن الأشخاص الذين يلتزمون بممارسة طقوس دينهم يعانون أقل من الاضطرابات النفسية ويستجيبون بشكل أفضل للعلاج النفسي، ومن بين فوائد الصيام الأخرى تطوير الشخصية وتعزيز القدرة على التحكم بالذات والغضب وتعليم النفس الصبر.
وأكد د. عبدالحميد البلالي، رئيس جمعية بشائر الخير، أن الدراسات أظهرت فعالية الصيام في علاج الإدمان والأمراض النفسية موضحاً تجربتهم في الجمعية، حيث يتبعون العلاج بالإيمان من خلال أداء الفرائض والنوافل وزيارة الأماكن المقدسة والصيام، وقد لاحظوا تأثير الصيام بشكل إيجابي على سلوك المدمنين وقدرتهم على التخلص من الإدمان.
من ناحية أخرى، أكدت د. كوثر الياقوت، الاستشارية النفسية، أن الصيام يعتبر من أقوى الوسائل لمواجهة الاكتئاب والاضطرابات النفسية، حيث يعمل على تنظيم الجهاز النفسي وتصفيته، وبالتالي تقليل الضغوط والتوتر.
التركيز الذهني أيضًا يتحسن خلال شهر رمضان، وهو ما يسهم في تحسين وظائف المخ وتقليل التوتر، حيث يبرز د. البلالي، ود. الياقوت الفوائد النفسية العديدة للصيام، مثل زيادة مستوى الصبر والتحمل وتحسين الصحة النفسية بشكل عام.
وأوضح أستاذ علم النفس د. مروان المطوع أثر العبادة؛ كالصلاة والصيام والقيام، وكثرة التعبد في العلاج النفسي، مشيراً إلى أن الأمراض النفسية والعقلية ذُكرت في القرآن الكريم والأحاديث الشريفة، حيث تناولت أنماط السلوك المرضي وأعراضها، وأضاف أن القرآن والسُّنة النبوية والتاريخ الإسلامي يشهد بالدور الإيجابي للعبادة في العلاج النفسي.
وأوضح د. المطوع أن الإيمان يمنح المؤمن الأمل والرجاء في عون الله ورعايته، ويؤدي إلى الشعور بالأمن والطمأنينة النفسية، مشيراً إلى أن الآيات الكريمة تنعش النفس بالسكينة والهدوء والراحة البالية، بحسب تصريحات صحفية.
وأشار إلى أن تغيير السلوك عبر العبادات يُعتبر جزءاً من علاج النفس، حيث تساهم الصلاة في تخفيف التوتر والقلق، ويعمل الصوم على تعليم الإنسان السيطرة على شهواته وتقوية الإرادة والضمير؛ مما يسهم في علاج الإدمان وتحسين السلوك والخلق العالي.