في هذا المقال، نستمر في عرض وسائل التدريب الآسرة للمتدربين، والجاذبة لانتباههم، ومن هذه الوسائل المتميزة:
– عَرْضُ عِبَرٍ من عالم الحيوان:
على المدرب المتألق أن يستقي العِبَرَ من عالم الحيوان والطير والحشرات؛ وذلك لتثبيت مفاهيم إدارية في أذهان المتدربين.
مثال (1): في دورة «بناء الفريق الناجح»، سألنا المتدربين: من منكم سمع بالحصان البلجيكي؟ ثم قلنا: هل تعلمون أن كل حصان بلجيكي له قدرة على سحب 4 آلاف كيلوجرام من الأثقال، فإذا أتينا بحصانين بلجيكيين، فإنهما يسحبان 8 آلاف كيلوجرام من الأثقال، هذا على افتراض أنهما لم يدخلا مدرسة للتدريب على العمل في انسجام وتناغم، أما إذا تم تدريبهما على العمل كفريق واحد، فإن قدرتهما تزداد في السحب إلى 12 ألف كيلوجرام من الأثقال! أي إن القدرة على الإنتاج زادت بمقدار 50%!
ونستخلص من ذلك أن المدرب المتألق لا بد أن يحرص على العمل في فريق واحد متناغم مع المتدربين.
مثال (2): وفي الدورة نفسها السابق ذكرها، سألنا المتدربين: هل تعلمون أن الطيور المهاجرة تطير في نسق واحد، ويساعدها على ذلك خفقان الأجنحة، ولو فكر أحد الطيور أن يغرد خارج السرب؛ لانخفضت سرعته بنسبة 71%، ووجد نفسه منعزلاً عن الفريق وبعيداً عنه، ومصيره الهلاك!
استقاء العِبَر من عالم الحيوان والطير والحشرات يثبِّت المفاهيم في أذهان المتدربين
مثال (3): في دورة «تحفيز النفس بلا تكلفة»، سألنا المتدربين: من منكم رأى الشرنقة وهي تتفتق، وتخرج منها الفراشة، وتطير بألوانها الزاهية؟ دعونا نحكي لكم هذه القصة:
في ذات يوم، قال مدرّس الأحياء لطلبته: هذه شرنقة أمامكم فوق المنضدة، سوف تتفتق خلال ساعة من الزمن، وتطل الفراشة برأسها، وسوف تتألم وتعاني في أثناء خروجها من الشرنقة، وهذه طبيعة حياتها، أرجوكم لا تساعدوها، ولا تمدوا أيديكم لتخرجوها من الشرنقة، دعوها تخرج وحدها، ثم تطير بأجنحتها الزاهية.
ثم خرج المدرّس لقضاء حاجة له، وترك الطلبة يترقبون الأمر، وبعد مرور ساعة، بدأت الشرنقة تتفتق، وبان رأس الفراشة، وأخذت تشق طريقها إلى الخارج، وهي تعاني وتتألم، ولكن أحد الطلبة رقّ قلبه لحالها؛ فمد يده يساعدها، فما لبثت أن توقفت عن الحركة وماتت!
فلما عاد المدرّس، ورأى ما رأى، وأخبروه الطلبة بما حدث، التفت إلى الطالب يؤنبه، ويقول له: ألم أخبرك ألا تمد يدك إليها؟! إنك بمساعدتك إياها قد أمَتَّها، كان ينبغي لك أن تتركها وحدها، هي تحفّز نفسها من أجل صالحها.
فعلى المدرب أن يحفّز نفسه دائماً، ويعلم أنه متى ما كانت نفسه محفّزة، فإن المتدربين من حوله يأتيهم التحفيز تلقائياً بالمجاورة.
– الكلمات والأحرف المتقاطعة:
إن من وسائل تثبيت المعلومات في أذهان المتدربين حل الكلمات والأحرف المتقاطعة.
من وسائل تثبيت المعلومات في أذهان المتدربين حل الكلمات والأحرف المتقاطعة
مثال (1): في إحدى الدورات التدريبية المقدمة للهيئة العامة للتعليم التطبيقي، بعنوان «اكتشف ذاتك»، وزعنا على المتدربين رسماً لمربع مقسم إلى 64 مربعاً صغيراً، وكانت بعض المربعات مظللة، وبعضها الآخر غير مظلل، ويوجد في بعضها حروف، وعلى المتدربين الاستعانة بهذه الحروف للإجابة عن أسئلة تُطرح عليهم، لها علاقة باكتشاف الذات، ومن ثم تعبئة بقية المربعات غير المظللة.
وقد يقتصر المدرب على كلمتين وعدد قليل من المربعات، بدلاً من 64 مربعاً، كما هو مبين في المثال التالي:
تمرين: كلمتان لهما علاقة بموضوع مقالنا هذا، الكلمة الأولى مكونة من 5 أحرف، الحرف الأول والثاني منها هما حرفا الكاف واللام، والكلمة الثانية مكونة من 7 أحرف، الحرف الأول والثاني والثالث منها أحرف الميم والتاء والقاف، وآخر 3 أحرف من الكلمة الأولى بمعنى تُوفّي، وآخر 4 أحرف من الكلمة الثانية بمعنى ضد عصيت، ما هما الكلمتان؟
الحل: توفي = مات، وضد عصيت = أطعت، وبالتالي الكلمتان هما: كلمات متقاطعة.
إن المتدربين يتفاعلون مع هذا النوع من التمارين، وتبث فيهم روح التنافس والتحدي.
مثال (2): في إحدى الدورات التدريبية، بعنوان «كيف تحفز الآخرين بلا تكلفة؟»، طلبنا من المتدربين تشكيل جملة من 3 كلمات، على أن تكون أحرفها الأوائلية هي: ح، ف، ز.
وجاءت الإجابات رائعة، بعضها باللهجة المصرية: «حديله فلوس زيادة»، وبعضها الآخر بالفصحى مثل: «حديقة فاح زعفرانها»، أو «حب فوق الزهور»، أو «حلاوة فاجأت زميلي».
مثال (3): في دورة تدريبية للقطاع النفطي، بعنوان «المفاتيح الذهبية في خدمة العملاء»، طلبنا من المتدربين تشكيل أكبر قدر ممكن -باللغة الإنجليزية- من كلمة «Customer» بمعنى زبون.
وجاءت الإجابات عديدة، مثل: Tom, to, storm, Omer, cost, Rome وغيرها.
ثم بحث المتدربون في القواميس، فوجدوا أن هناك 161 كلمة يمكن تشكيلها من كلمة «Customer»!
مثال (4): في دورة تدريبية حول العصف الذهني في اتخاذ القرارات، طلبنا من المتدربين تشكيل كلمات من أحرف كلمتي: أحب الكويت.
وجاءت الإجابات رائعة، مثل: حبيتك أولاً، أحلوا بيتك، أو تأكل حبي، أو أوحيت بالك.
إن منح المتدربين فرصة في تشكيل كلمات من أحرف كلمة واحدة أو أكثر يبعث الحيوية والنشاط والطاقة والحماسة بينهم.
لذلك، على المدرب المتألق أن يستعين بكل وسيلة من شأنها بث الحيوية أو النشاط أو الطاقة أو الحماسة بين المتدربين.