في مطلع عام 1993م وبعد تحرير الكويت بعامين، بدأ فتية من الكويت بالتفكير بالخروج من التفكير النمطي للعمل الخيري، وهو مساعدة الفقراء والمحتاجين والغارمين بالمال والطعام، وإغاثة الدول المنكوبة بما يخفف من بلائها، وتحويل الفكر الخيري إلى المساعدة من غير مقابل للمحتاجين؛ للمساعدة في إصلاح الخلل الأخلاقي المدمر للمجتمعات، الذي ينتج عنه جرائم كثيرة تحطم المجتمع، واجتمع تفكيرهم على إنقاذ ومساعدة المدمنين على المخدرات.
استغرب الكثير من داخل الكويت وخارجها أن تتخصص جمعية نفع عام خيرية في عمل خيري، ولكنه مختلف، حيث يلتقي مع مفهوم العمل الخيري وهو مد يد العون للمحتاجين من غير مقابل، إلا أن هؤلاء المحتاجين ليسوا ممن يحتاج إلى المال والطعام، بل يحتاجون إلى إعادتهم إلى جادة الصواب، وأبعادهم عن تدمير أنفسهم وتدمير المجتمع.
ماذا نقدم للمدمن؟
نهدف لإخراج المدمن من الإدمان إلى الإيمان ضمن سلسلة من الخطوات العملية المستخلصة من خبرة في الميدان (السجن والمستشفى) امتدت إلى ما يزيد على 30 عاماً، حيث إن أبرز ما يقدم المدمن بعد علاجه جسدياً ونفسياً:
1- البيئة البديلة السليمة.
2- تغيير المفاهيم الخاطئة.
3- التقدير الذاتي.
4- التربية الإيمانية.
5- سد حاجاته المالية.
أسس النظرية الإيمانية
– التعاون مع الجميع.
– نزول للميدان وعدم الاكتفاء بالتنظير.
– التعامل الإنساني مع المدمن.
– العمل على تقوية الجانب الإيماني.
– تقوية الثقة بالنفس.
– بث روح الأمل.
– إيجاد البيئة البديلة.
– حل المشكلات.
– ملء وقت الفراغ.
– إشباع حاجة التقدير.
خطوات النظرية الإيمانية
– العلاج الطبي والنفسي.
– تقوية الجوانب الإيمانية.
– ترك رفقاء السوء.
– شغل الفراغ.
– مصاحبة الأخيار.
– مراجعة الطبيب.
– القيام بالفرائض الدينية.
– التفكر (الخسائر، الموت، السعادة، الآخرة).
– الابتعاد عن بيئة الإدمان.
– التحذير من المخدر.
تعتبر تجربة جمعية بشائر الخير في مجال الوقاية من المخدرات وعلاج المدمنين من التجارب الرائدة في الكويت والوطن العربي وكجمعية خيرية ذات نفع عام تقوم بدور مجتمعي كبير؛ حيث حققت كثيراً من الإنجازات في هذا الإطار، وقد بلغ عدد التائبين الذين تم إرسالهم من لجنة الرعاية اللاحقة ولجنة رعاية التائبين خلال 8 سنوات 879 تائباً من أصل 1042 تائباً وفق النظرية الإيمانية؛ أي استعمال الوازع الديني للإقلاع عن الإدمان.
يذكر أن هذه النظرية حققت نجاحاً وتفوقاً ملحوظاً على سائر النظريات المادية المتبعة في عدد من الدول في إعادة تأهيل المدمنين، حيث تصل نسبة إقلاع المدمنين عن المخدرات في الجمعية في بعض الأحيان إلى 75%، بينما لا تتجاوز هذه النسبة في أعرق المصحات العالمية 13%، وفي المقابل تشكل نسبة انتكاسة المدمنين -أي عودتهم إلى عالم الإدمان- عالمياً نحو 95%، في حين لا تتجاوز هذه النسبة بين التائبين الذين ترعاهم الجمعية 20%.