التعليم الركن الأول لبناء الإنسان، وتشييد العمران، وهو الأساس الأهم لنهضة الأمم، وارتقاء الدول، والصعود إلى القمم، وقد جعل الإسلام طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة؛ (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ {1} خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ {2} اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ {3} الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ {4} عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ) (العلق).
المعلم حجر الزاوية
المعلم هو صاحب الدور الأهم والأخطر في العملية التعليمية؛ ولهذا كان صاحب رسالة مقدسة، وأمانة عظيمة، وقد أعلى الإسلام منزلة المعلم إلى الدرجة الفضلى قال تعالى: (شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) (آل عمران: 18).
وعن أبي الدرداء أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً، إنما ورثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر» (رواه أبو داود، والترمذي، وابن ماجه، وابن حبان).
مراكز تطوير التعليم بالعالم العربي
من المؤسف حقاً أن مناهج مراكز تطوير التعليم بالعالم العربي مترجمة من مراكز أجنبية في دول غير مسلمة، وقد ترجمت بغثها وسمينها، ولسنا ننكر الترجمة، ولا ندين الاستفادة بأحسن ما لدى الآخرين، فهذا مطلب شرعي، أوجبه دين الإسلام، ودعا بنيه إلى الأخذ بأحسن ما توصلت إليه الحضارة الإنسانية في كل مجالات الحياة.
ولكن الذي ننكره أن إدارات التطوير بالعالم العربي تترجم دون تهذيب، وتنقل دون تمحيص ولا غربلة للمادة المترجمة، ودون أدنى إشارة إلى السبق الإسلامي في كثر من المسائل والنقاط.
والأخطر من ذلك، أن مركزاً مثل «ضمان الجودة والتدريب بجامعة الأزهر» سار على الدرب، واقتفى الأثر، بلا روية، ولا إعمال ذهن حتى في أخص خصائص جامعة الأزهر وهو الدين والعقيدة، ومن الأمثلة الواضحة في هذا الصدد الدورات التي يقدمها المركز، ومن بينها دورة «خرائط المنهج، وتوصيف المقررات، وتقويم نواتج التعلم»؛ حيث لا نجد في الكتاب الصادر بشأنها آية قرآنية ولا حديثاً نبوياً!
لذلك، لابد من إعادة النظر في معايير تطوير التعليم، وعلى مراكز الجودة، وإدارات التطوير التربوي في العالم العربي والإسلامي أن تأخذ أحسن ما توصلت إليه الحضارة الإنسانية في مجال تطوير التعليم بشرط ألا يتعارض مع مبادئ ديننا وقيمه.