13 فبراير 2025

|

أنعِش قلبك!

مصطلح الإنعاش يدل على بعث الحياة من جديد، فالطبيب ينعش المريض عندما تضعف نبضات قلبه، ويقترب من الموت.

وهكذا المؤمن يضعف إيمانه بين فترة وأخرى، فيرسل الله له مواسم الخيرات لتكون سبباً لإنعاش الإيمان في قلبه وحياته، وهذا ما عبّر عنه علماء السلوك بكلمة «اليقظة»، وأنها المنزلة الأولى من منازل السير إلى الله تعالى.

فمنزلة اليقظة عبر عنها ابن القيم بقوله: هي انزعاج القلب لروعة الانتباه من رقدة الغافلين.

فمن أحسّ بها فقد أحس والله بالفلاح، وإلا فهو في سكرات الغفلة، فإذا انتبه وانتعش شمّر لله بهمته وعزمه.

قال الله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ) (الأعراف: 201).

فالمتقي قد انتعش قلبه بالإيمان، فمتى طرأت عليه الشبهة أو الشهوة تذكر مراقبة الله.

فالإنعاش للقلب: قيام من قعود، ونهضة من رقدة، وحركة من بعد سكون، ورفعة من بعد نزول.

وجاء عند البخاري، أنّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ اسْتَيْقَظَ ذَاتَ لَيْلَةٍ فَقَالَ: «سُبْحَانَ اللَّهِ، مَاذَا أُنْزِلَ اللَّيْلَةَ مِنَ الفِتَنِ، ومَاذَا فُتِحَ مِنَ الخَزَائِنِ، أيْقِظُوا صَوَاحِبَاتِ الحُجَرِ، فَرُبَّ كَاسِيَةٍ في الدُّنْيَا عَارِيَةٍ في الآخِرَةِ».

فأمر بإيقاظ زوجاته لقيام الليل، والاستعاذة من الفتن، ليكون البيت المحمدي قدوة لأمة الإسلام في يقظة القلب وحياته.

فحري بالمؤمن أن يستمر في مراقبة قلبه، ويتزوّد بالأعمال الصالحة من قراءة للقرآن، وصدقة للمساكين، وصيام في النهار، وقيام في الليل، فينعش الإيمان في قلبه، ويحافظ على منزلة اليقظة التي تقربه من مولاه.

يا الذي ما كفاه الذنب في رجب       حتى عصى ربه في شهر شعبان

لقد أظلك شهر الصوم بعدهما        فلا تصيّره أيضًا شهر عصيان

اللهم أصلح أحوالنا، وبارك لنا فيما رزقتنا، واجعله زادًا لنا فيما يقربنا إليك، والحمد لله رب العالمين.


تابعنا

أحدث المقالات

الرئيسية

مرئيات

العدد

ملفات خاصة

مدونة