الفرصة لا تزال باقية للفوز بـ «ليلة العمر»

تختلف المرأة في خلقتها وتركيبها النفسي، عن الرجل، وإن كان تحصيل الطاعة في شهر رمضان هو العامل المشترك للفوز بليلة القدر، وهي ليلة العمر، وحصاد العفو من الله والعتق من النار.

لكن المرأة نتيجة ما يعتريها من أعذار شرعية، قد يسبب لها نوعا من الفتور والكسل مع التغير المزاجي، خاصة فترة ترك الصوم لفترة محددة، لكن هناك أبواب من الخير متعددة، قد يغفل عنها بعض النساء، وهي سهلة وميسرة في حصاد الطاعات في شهر القرآن.

"المجتمع" تواصلت مع الدكتور "نبيل السمالوطي" أستاذ علم الاجتماع بجامعة الأزهر، والذي أكد أن للمرأة دورا كبيرا في الشهر الفضيل"، فهي صانعة الفرحة، لما تقوم به من أعمال جليلة في منزلها، بغية سعادة أبنائها وزوجها، ابتغاء مرضات الله تعالى.

المرأة وموائد الطعام:

وأوضح أن هناك مفاهيم خاطئة ينبغي أن تصحح، حول ما يثار من ترك الطعام، بطريقة تصطدم مع الفطرة، حيث ذكر الله تعالى الأسلوب الأمثل للمسلم في رمضان وغيره، في تناول الطعام "الطيب" والشهي بدون إسراف أو تبذير.

وأضاف أن الإسراف غير صحيح، وهو الإكثار من "المباح"، أما "التبذير"، فهو محرم، لأنه من عمل الشيطان، (إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ) (الإسراء:27).

كما ذكر أيضا الدكتور "أحمد زايد" رئيس قسم الدراسات الإسلامية بكلية التربية بجامعة الأزهر لـ "المجتمع"، أن من أبواب الخير المتعددة للمرأة غير الصيام، زيارة الأقارب وبر الوالدين، وحسن التبعّل، وطاعة الزوج، وعدم إجهاده بما يرهقه في رمضان من تكاليف المنزل، حيث جاء في الأثر " إذا صلَّتِ المرأةُ خَمْسَها وصامت شهرَها وحصَّنَتْ فَرْجَها وأطاعت بَعْلَها دخَلَتْ مِن أيِّ أبوابِ الجنَّةِ شاءَتْ."


وصايا للمؤمنات في رمضان |  مجلة المجتمع الكويتية
وصايا للمؤمنات في رمضان | مجلة المجتمع الكويتية
وصايا دينية وإيمانية واجتماعية للمرأة في شهر رمضان
mugtama.com
×


فيما وجه "السمالوطي" المرأة المسلمة، إلى نشر مكارم الأخلاق وتطبيقها عمليا، فلا تحرم نفسها من المواظبة على قراءة القرآن، وأن تختمه ولو مرة واحدة "قراءة" في الشهر الفضيل، لأنه "شهر القرآن"، وهو أكمل وأجمل وصف يوصف به الشهر، فلا يحرم الإنسان نفسه من قراءة القرآن، ولو مرة واحدة في الشهر.

وحول الطريقة المثلى أو الميسرة لختم القرآن ولو مرة واحدة، فينبغي على المرأة أن تقرأ بعد كل صلاة أربع صفحات.

التحذير من الإسراف:

كما نبه "السمالوطي" إلى ضرورة عدم إسراف المرأة في الأكل، لأن هناك نوعا من الزوجات، يكون الشغل الشاغل لهن، هو الإكثار من الطعام، حتى لو تسبب في تراكم الديون على الزوج.

أيضا بيّن أنه حسب الإحصاءات، فإن ما يهدر، إسرافا، في رمضان من الأطعمة، أكثر مما يهدر في غيره من الأشهر، وهو ما يتنافى مع روح الشهر الفضيل.

وحول أبواب الخير الأخرى إلى جانب الصوم وإعداد الطعام وإفطار الصائم، فعلى المرأة أن تحافظ على صلاة التراويح بدون الوجوب إلى الذهاب إلى المسجد.

المرأة وليلة القدر:

يسعى الجميع إلى تحري ليلة القدر في رمضان فإصابتها هو المكسب الأعظم في الشهر الفضيل، لفضلها وعظم أجرها، فهي بمثابة "ليلة العمر" التي ربما لا تتكرر ثانية، حيث لفت السمالوطي إلى ضرورة مراعاة مخاطبة الأطفال في رمضان من قبل الأم على قدر سنهم، وغرس روح الطاعة فيهم مثل "الإنفاق وقراءة القرآن والحديث عن ليلة القدر وفضلها، والتربية والنصح بالقدوة هي أكمل وأفضل طريقة للتربية.

بينما طالب "زايد"، المرأة ألّا تستقل بالدعاء، فبدعائها تدرك ليلة القدر، وذلك مع دخول العشر الأواخر في رمضان، مع كثرة دعاء "اللهم إنك تحب العفو فاعف عنا".

الأولاد والمنزل:

تغفل السيدات عن متابعة الأولاد في شهر رمضان بسبب الانشغال بأمور أخرى، لكن دورها الأساسي هو القيام على رعايتهم في رمضان وغيره، حيث يقول الدكتور زايد: إن السيدة فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم، كانت نموذجا مثاليا للمرأة في بيتها، مع كثرة الطاعات الأخرى، وكذلك السيدة أسماء بنت أبي بكر، ذات النطاقين، وزوجة الصحابي "الزبير بن العوام"؛ التي كانت تحمل علف فرسه مسافات طويلة خارج المدينة، لأجل أن تطعمه، وتلقى في ذلك مشقة وعناءً.

وتابع قائلا: من المهم للمرأة أيضا "طلب العلم"، وهو يعدل الجهاد في سبيل الله، ومعنى ذلك أن تسمع الدروس والمواعظ الدينية، وقراءة ما تستطيع من الكتب المفيدة، لأن المرأة إذا جلست بغير علم يتملّكها الشيطان.

كما لها أن تقرأ القرآن بقلبها في حالة الحيض، والمهم ألا تمس المصحف وهي حائض.

المرأة والتواصل:

يقول "زايد" ومن الطاعات المهمة في رمضان للمرأة الإحسان إلى الجيران، لما فيه من المودة والرحمة وإزالة التباغض والشحناء.

أيضا للمرأة إذا ملكت وقتا فهناك باب من الخير يغفل عنه الكثير، وهو زيارة دور الأيتام والأحياء الفقيرة، لأنه من باب إدخال السرور على المسلم.

وأكد زايد أن دور المرأة في المجتمع مؤثر، من العطف على الأطفال ممن فقدوا أمهاتهم، فتغمرهم بعطفها، وهي بالتربية العملية، والقدوة يكون لها بصمة في صناعة الأجيال.

أعمال أخرى:

أيضا أوضح أستاذ الشريعة بكلية التربية، أن اقتصار المرأة في رمضان على الدور النمطي والنظري ليس هو الأمثل، فينبغي أن تكون مطلعة على أحوال مجتمعها، وبذلك يكون للمرأة من الأعمال غير الصيام، ما يجعلها ربما تتفوق على غيرها، ممن صمن صياما عابرا أو حتى الرجال، الذين صاموا الشهر كاملا، وذلك بسبب طرقها لأبواب من الخير تقاعس عنها العديد من الرجال والنساء.

وأشار إلى أن الحيض عذر شرعي كتبه الله على بنات آدم، فلذلك المرأة المسلمة تترك الصيام في رمضان، ولها أن تقضي ذلك بعد الشهر الفضيل، حيث لا يتسبب لها ذلك في نوع من الفتور أو الضيق، لأن هذا من طبيعة خلقتها، والله أعذرها وجعل لها فسحة من الوقت لقضاء ما فاتها.

ونبه زايد إلى أن المرأة ربما يعتريها بعض الفتور والكسل بسبب سقوط الصيام عنها لفترة محددة بسبب العذر الشرعي، لكن هناك أبواب أخرى كثيرة وواسعة ترفع من ثوابها في شهر الطاعات.

وحول هذه الطاعات الأخرى التي يغفل عنها كثير من النساء، ذكر أن المداومة على الأذكار في الصباح والمساء للمرأة المسلمة، وكافة أنواع الذكر من الأمور، تثاب عليه المرأة في رمضان.

محاذير تفسد الشهر الفضيل:

- ضياع الأوقات بالليل في الزيارات حتى قبيل الفجر، والانشغال بمتابعة القنوات والبرامج التلفزيونية، فتقضي المرأة معظم ساعات الليل في مشاهدتها.

- الخروج إلى المسجد لصلاة العشاء والتراويح بلباس الزينة مع التعطر والتطيب، مع ما في ذلك من أسباب الفتنة والإثم والوقوع في المعصية.

- ضياع معظم الأوقات في إعداد الطعام نهارا، والتفنن في الموائد والمأكولات والمشروبات، ليكون النصيب الأوفر من الوقت داخل المطبخ.

- الانشغال في العشر الأواخر-وهي الأهم في الشهر- بالتجهيز للعيد، والتجوال في الأسواق ومحلات الحياكة، وشراء الملابس، ما يهدر الوقت.


المرأة.. ورحلة العشر الأواخر |  مجلة المجتمع الكويتية
المرأة.. ورحلة العشر الأواخر | مجلة المجتمع الكويتية
تأتي العشر الأواخر من رمضان كفرصة موسمية تتسابق فيها النفوس إلى الطاعات
mugtama.com
×


 

 


الرئيسية

مرئيات

العدد

ملفات خاصة

مدونة