مغامرات «عمر وجدو» الرمضانية (7)

فاطمة مريضة

الساعة قاربت على العاشرة صباحاً وما زالت فاطمة في غرفتها على غير العادة، الأمر الذي جعل جدو يسأل عمر: هل استيقظت ماما؟ أجاب عمر باستغراب: لم تستيقظ بعد لكن يا جدو، أنا مستغرب فماما نشيطة لماذا إلى الآن لم تخرج من الغرفة؟!

ذهب عمر لغرفة والدته وقبل أن يفتح الباب طرق عليه: حبيبتي ماما، هل تسمحين لي بالدخول؟

سمع صوت والدته لكنه ليس كالمعتاد: تفضل يا عمر.

وما إن رأى والدته حتى أسرع إليها وهو يسأل عن حالها، فالتعب واضح على ملامحها وهنالك ارتفاع قليل بدرجة حرارتها.

بسرعة أخبر عمر، جدو، الأمر الذي جعله يتصل بولده أسامة وطلب منه أن يحضر إلى المنزل، أخبره بأن فاطمة الحمد لله بخير، لكنْ هناك ارتفاع غير معتاد بدرجة الحرارة.

ما هي إلا دقائق ليست بالكثيرة حتى رن جرس المنزل فقد جاء أسامة مسرعاً ليطمئن على فاطمة.

نظر أسامة إلى فاطمة ووضع يده على جبينها فشعر بحرارة مرتفعة بعض الشيء.. اتصل بالطبيبة خلود صديقة فاطمة فجاءت دون تأخير يذكر.

بعد الفحص تبين أن فاطمة تعرضت للبرد وتحتاج بعض الشيء للراحة، ويمكن لها بعد الإفطار تناول مسكن، وشرب عصير الليمون الدافئ.

جدو، وأسامة، وعمر، وريتال بصوت واحد: الحمد لله على سلامتك يا غالية.

اتصل أسامة بعمله طالباً إجازة للساعات المتبقية لهذا اليوم حتى يكون قريباً من فاطمة ويعد الإفطار عوضاً عنها.

جدو شمر عن ساعديه وقرر أن يهتم بإعداد الرز والسلطة والشوربة، أما أسامة فسيهتم بإعداد الدجاج بالخضراوات فهو ماهر في طبخها.

وعمر، وريتال، كل واحد منهما جهز أكواباً للماء والتمر والأطباق وغيرها من الأشياء.

حاولت فاطمة أن تنهض من فراشها، لكن أسامة أصر عليها بالراحة، وأن الجميع سوف يتعاون لإعداد إفطار طيب الطعم.

كان جدو فخوراً بأسامة جداً باهتمامه وعنايتها بزوجته، الأمر الذي جعل عمر ينظر لوالده ويقوم بتقليده، فهو يتعلم منه، حيث ذهب لوالدته وأخبرها أنه سوف يساعد والده في إعداد الطعام والمهم أن تكون والدته بخير.

ابتسم أسامة لفعل عمر، فشعر أن عمر يقلده كما كان هو يقلد والده حينما كان صغيراً في مساعدة والدته-رحمها الله تعالى.

أما ريتال فكانت الحنونة، فكل بضع دقائق تذهب لوالدتها وتضع كمدات على جبهتها وتسألها إن كانت تحتاج شيئاً.

وقبل أذان المغرب كانت مائدة الإفطار جاهزة ومرتبة ومنظمة والطعام تفوح منه رائحة لذيذة.

وما إن رأت فاطمة هذا الجمال حتى شكرت الله تعالى بأن وهبها زوجاً صالحاً وعائلة حنونة طيبة متعاونة.

هل تساعد والدك في إعداد الإفطار خاصة حينما تكون والدتك مريضة؟


كلمات دلاليه

الرئيسية

مرئيات

العدد

ملفات خاصة

مدونة