مغامرات «عمر وجدو» الرمضانية (8)
مشاركة الجيران بالطعام

وقت ليس بالطويل
على موعد أذان المغرب، كان يلعب عمر مع ابن جيرانه آدم، فهما صديقان عزيزان جداً،
وبالفصل الدراسي ذاته.
كل بضع دقائق
معدودة كان آدم يسأل عمر عن الساعة، وكم تبقى لأذان المغرب؟
ابتسم عمر وهو
يمازح آدم: يبدو أنك جائع.
بعد صمت أجاب
آدم: أمي لم تأت بعد من زيارة جدتي المريضة، وإلى الآن لم نحضّر طعام الإفطار.
شعر عمر بشيء من
الحزن، فماذا سيفعل آدم وعائلته وهم صائمون وليس هنالك الوقت الكافي لإعداد طعام
الإفطار.
سرعان ما تبدلت
مشاعر الحزن إلى فرح حينما قال عمر بصوت متوسط الارتفاع: لديَّ فكرة، وأسرع إلى
والدته ليخبرها أن والدة آدم ذهبت للاهتمام بجدته المريضة وإنها لم تأت وموعد أذان
المغرب قد اقترب.
فهمت فاطمة ماذا
يريد عمر، لكنها تظاهرت أمامه أنها لا تعلم ماذا يقصد حتى تسمع ماذا يريد أن يفعل.
ماما الغالية،
الحمد لله، لدينا الكثير من الطعام ومن الممكن أن نتقاسمه مع عائلة آدم.
فرحت فاطمة
بطريقة تفكير طفلها وحبه للخير، وهي تضع يدها على رأسه وتحرك شعره بلطف: حقاً يا
عمر، أفتخر بك.
بسرعة أحضر عمر
الأطباق الجميلة، ووضعت والدته الطعام فيها وزينتها بطريقة جميلة.
وبمجرد أن علم
جدو بالموضوع حتى أخذ يعد كمية أكبر من العصير الطبيعي، وكذلك وضع طبقاً من الحلوى،
فهو يعمل بوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحث على مساعدة الجيران، ومعاملتهم
معاملة طيبة.
وقبل أذان
المغرب بنصف ساعة، دق جرس المنزل، فقد جاءت عبير والدة آدم لأخذه، وتشكر فاطمة
لاهتمامها بآدم.
كانت علامات
الاستعجال وضحة على عبير، فلا بد لها أن تسرع لتحضير ما يمكن تحضيره من الطعام.
ابتسمت فاطمة
وهي تحمل أطباق الطعام، وتعطيها بكثير من الحب إلى عبير: جارتي الغالية، أقدر
اهتمامك بوالدتك المريضة، والحمد لله على سلامتها، والحمد لله أنها أصبحت بخير،
وعلمت انشغالك فأردت أنا وعائلتي أن نتقاسم طعام الإفطار لهذا اليوم.
شعرت عبير بفرح
لما وجدته من حب واهتمام من جارتها الطيبة فاطمة، خاصة أنها كانت متعبة ولا وقت
كافياً لإعداد طعام الإفطار.
نظر أسامة بكثير
من الفخر وهو يجلس على مائدة الإفطار مع عائلته الطيبة، إلى عمر، فهو يتوسم به
الخير الجميل، ويرى فيه نفسه حينما كان بسنه، وكيف تعلم من والده ووالدته احترام
الجيران ومساعدتهم.
هل فكرت في
مساعدة جيرانك أو تقديم لهم الحلويات؟ إذا لم تفعل من قبل لماذا لا تفعل الآن؟