د. نايف العجمي: الحقوق لا تُمنح بل تُنتزع بالصمود (فيديو)

قال الوزير الأسبق د. نايف العجمي حول تهجير الفلسطينيين: إن الحقوق لا تُمنح، بل تُنتزع بالصمود، مبيناً أن التصريحات التي صدرت في الأيام الماضية حول تهجير الفلسطينيين من غزة والضفة الغربية إلى مصر أو الأردن أو غيرهما من الدول المقترحة لا تزال تثير موجات من الاستغراب والاستهجان، ولا يزال وقعها يبعث الصدمة والذهول في كل مكان.

وأضاف: هذه الطروحات، التي تتكرر وكأنها أمر حتمي لا رجعة فيه، تتجاهل تمامًا الحقوق الفلسطينية والمواقف العربية والروابط الإسلامية، فضلاً عن القرارات الأممية والقوانين الدولية والإنسانية؛ حيث إن أصحاب هذه التصريحات لا ينظرون إلا إلى منطق القوة الغاشمة، غير عابئين بالقيم الإنسانية، في مشهد يعيد البشرية إلى شريعة الغاب.

وقال د. العجمي: لقد استفزت هذه الطروحات الدول العربية، تمامًا كما استفزت المجتمع الدولي، وأيقظت لديه الشعور بالخطر الحقيقي الذي يهدد القضية الفلسطينية وحقوقها التاريخية، وقد جاء الرفض العربي حاسمًا وقاطعًا، حيث سارعت الدول العربية إلى إصدار بيانات قوية، وعقدت اجتماعات وقمماً لمناقشة تداعيات هذه المخططات.

وأكد أنه كانت مصر والأردن، باعتبارهما الدولتين الأكثر تأثرًا بهذه القضية، في طليعة المعلنين عن رفضهما القاطع للتهجير، كما أصدرت المملكة العربية السعودية بيانًا شديد اللهجة يحمل ثقله من مكانتها الإقليمية والدولية، وعلى نفس النهج، جاء بيان دولة الكويت معبرًا عن موقفها التاريخي الراسخ في دعم القضية الفلسطينية، ولم تتأخر بقية الدول العربية في تأكيد رفضها القاطع لهذه المؤامرة التي تستهدف فلسطين وشعبها.

وأكد د. العجمي أن هذا التكاتف العربي يمنح الأمل في انتصار الحق الفلسطيني، ويعكس حجم التضحيات العظيمة التي قدمها الفلسطينيون على مدى عقود في مواجهة الاحتلال، الذي لم يحترم القوانين الدولية ولم يلتزم بالقرارات الأممية، ومع ذلك، فإن الموقف العربي يجب ألا يقتصر على رفض التهجير فحسب، بل لا بد أن يمتد إلى المطالبة الحقيقية بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، كحق مشروع لا يقبل المساومة.

وقال د. العجمي: من المؤسف أنه في ظل هذا الرفض العربي الواسع، نجد من يعزل نفسه عن هذا الشعور العام، ويغرد خارج السرب الإسلامي، بل ويدعو إلى تهجير الفلسطينيين من أرضهم، وكأن هذا هو الحل! والأسوأ من ذلك، أن بعضهم يستدل على هذه الدعوة بهجرة النبي صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة، وهذا استدلال خاطئ، لأن مكة في ذلك الوقت كانت دار كفر، ولم يُؤذن للنبي صلى الله عليه وسلم بالجهاد، ولم يخرج منها إلا بعد أن أصبحت له فئة تناصره في المدينة، وهو ما لا ينطبق بأي حال على الوضع في فلسطين اليوم.

وأبرز العجمي أن فلسطين أرض إسلامية منذ فتحها، والصهاينة هم المعتدون عليها، والحكم الشرعي فيها واضح: مقاومة الاحتلال حتى إخراجه منها، وعلى الفلسطينيين أن يدافعوا عن أرضهم بكل ما يملكون من إمكانيات، وفق ما تفرضه الظروف والمعطيات، بينما يبقى واجب الأمة الإسلامية دعم صمودهم حتى تحرير أرضهم كاملة.

وأردف: ولا تقف الأخطار عند حدود تهجير الفلسطينيين فحسب، بل إن القضية تتجاوز ذلك بكثير، فالمخطط أخطر وأوسع أثرًا، ويهدد الأمن العربي والإسلامي بأسره، وهذا يستدعي من الأمة أن تستجمع قواها، وتوحد كلمتها، وتقف صفًا واحدًا في مواجهة هذه الأخطار المحدقة، ولعل في ذلك خيرًا، فالله غالب على أمره، ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

واختتم العجمي أن التجربة التاريخية أثبتت أن الأرض التي يهجرها أهلها ويتركونها للمحتل، نادرًا ما يعودون إليها، بل يتفرقون في الأرض حتى لا يكاد يُسمع لهم صوت؛ ولذلك، فإن الرباط في الأرض، والصمود فيها، ومقاومة المحتل، هو السبيل الوحيد لتحريرها واستعادتها، فما ضاع حق وراءه مطالب، وما صمد لمطالب غاصب.

 


  


الرئيسية

مرئيات

العدد

ملفات خاصة

مدونة