8 منح للصائمين في رمضان

إن الله عز وجل يمن على عباده بالعطايا والمنح خلال رمضان الذي يأتي بالخير، ولِمَ لا فهو الشهر الذي تتنزل فيه الرحمات ويكثر فيه العتقاء من النار وتُصفد فيه مردة الشياطين.

ومن أبرز معالم هذا الشهر المنح الربانية التي ينعم الله بها على عباده الصائمين بحق والمتخلقين بأخلاق الصيام والمحتسبين للأجر، إيمانًا بوعد الله لعباده الصادقين في صومهم بالجسد والجوارح والقلب بما يرفع مستوى الإيمان ويقربهم من الله؛ ليصلوا للتقوى التي هي الغاية العظمى من صيام هذا الشهر.

وما لا شك فيه أن الله عز وجل جعل للصيام خصيصة لم تفرد لغيره من العبادات، حيث أخفى الله تعالى حجم وشكل الثواب على غير العادة عن عباده الصائمين؛ فيكون بذلك الأجر مشوقًا ومميزًا، إذ يُعده الله لعباده ويخصصه لهم كمكافأة على التزامهم بأوامره فيما يخص هذه العبادة الجليلة التي تعتمد على الإخلاص بشكل كبير، فعن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «قال الله عز وجل: كل عمل ابن آدم له إلا الصيام؛ فإنه لي وأنا أجزي به».


10 معينات على العبادة في رمضان



ولعلنا نتوقف الآن مع المنح الربانية التي يكرم الله عباده الصائمين في هذا الشهر الكريم، ومن أبرز وأهم هذه المنح ما يلي:

1- تكفير السيئات بمجرد إدراك الشهر:

حيث يكفر سيئات عباده الذين تهيؤوا لهذا الشهر وأحسنوا استقباله واجتهدوا فيه في الطاعات، ولا عجب في ذلك فهو شهر مغفرة الذنوب وتكفير السيئات، فعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان؛ مكفرات لما بينهن إذا اجُتنبت الكبائر» (صحيح مسلم).

2- دعوات مستجابات لا تُرد:

وما أجملها من منحة وعطية يتفرد بها الصائمون دون غيرهم، وهي إحدى الجوائز المعجلة للعباد في هذه الدنيا، فعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ثلاثة لا تُرد دعوتهم: الصائم حتى يفطر، والإمام العادل، ودعوة المظلوم» (رواه الترمذي، وابن ماجه).

3- رائحة الفم أطيب من رائحة المسك:

فها هي بشرى أخرى من رب العالمين لعباده الصائمين أن يخبرهم بأن الرائحة التي قد يتأذى البشر منها في هذه الدنيا هي أطيب عنده من رائحة المسك، فعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «والذي نفسي بيده، لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك» (رواه البخاري ومسلم).


9 أمور اختص بها شهر رمضان


4- استحقاق الشفاعة يوم القيامة:

فقد أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم بأن الصيام يأتي شفيعًا لصاحبه يوم القيامة هو والقرآن، فعن عبدالله بن عمرو بن العاص، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام: أي رب، منعته الطعام والشهوة فشفعني فيه، ويقول القرآن: منعته النوم بالليل فشفعني فيه، قال: فيُشفَّعان» (رواه أحمد، والحاكم).

5- الدخول من باب الريان:

وها هو انفراد جديد يُحسب للصيام ولمن يقوم به على الوجه الأكمل الذي وصفه الله لعباده حيث صيام الجوارح والقلب معًا، فيكفي العبد أن يعلم أن بابًا من أبواب الجنة يسمى الريان، لا يدخل منه إلا الصائمون، وما أعظمها من منحة إلهية وبشرى ربانية للمسلمين؛ فعن سهل بن سعد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن في الجنة بابًا يقال له: الريان، يدخل منه الصائمون يوم القيامة، لا يدخل منه أحد غيرهم، يقال: أين الصائمون؟ فيقومون، لا يدخل منه أحد غيرهم، فإذا دخلوا؛ أغلق، فلم يدخل منه أحد» (متفق عليه).

6- الغرف العالية في الجنة:

وما أعظمه من تكريم وما أجمله من استعداد لاستقبال عباد الله الصائمين في جناته جنات النعيم! فعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن في الجنة غرفاً ترى ظهورها من بطونها وبطونها من ظهورها»، فقام أعرابي فقال: لمن هي يا رسول الله؟ قال: «لمن أطاب الكلام وأطعم الطعام وأدام الصيام وصلى لله بالليل والناس نيام» (رواه الترمذي، وحسنه الألباني).

7- زيادة فرص العتق من النار:

فشهر رمضان فرصة عزيزة غالية للفوز بالجنان، وما أثمنها من فرصة سانحة للعتق من النيران، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «وَلِلَّهِ عُتَقَاءُ مِن النَّارِ، وَذَلكَ كُل لَيْلَة» (رواه الترمذي، وابن ماجه، وحسنه الألباني).

8- فرحة الصائم في الدنيا والآخرة:

وهنا تكتمل المنح الربانية بفرحة العبد في دنياه وآخرته، فعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «للصائم فرحتان يفرحهما: إذا أفطر فرح، وإذا لقي ربه فرح بصومه» (رواه البخاري، ومسلم).


الرئيسية

مرئيات

العدد

ملفات خاصة

مدونة